عنوان الفتوى : تقارب سن الخطيبين وخوف المشاكل مع أسرتها ليس عائقا للزواج
أنا شاب أبلغ من العمر 36 سنة ، وأريد أن أتزوج خلال الفترة القادمة رغم ضيق ذات اليد ، وقد عانيت كثيراً في ناحية اختيار الزوجة الصالحة التقية النقية حيث إنني أرى أن الزواج لو تم يجب أن يتم من زوجة صالحة تحفظ الله في جميع تصرفاتها وتحفظ زوجها وبيتها وأبناءها، ولكنني حتى هذه اللحظة لم أجد الفتاة التي أتمناها أن تكون زوجة لي ، ولكن لدي أحدى قريباتي وهي تقاربني في السن وقد تكون في نفس سني، وقد أشارت علي والدتي بأن أتزوجها وما لمسته من والدتي أن اختيارها لها لجمالها ، وكان ردي على والدتي بأنها كبيرة وكذلك قد تواجهني بعض المشاكل مع أهلها لا قدر الله حيث إن لديها تقريباً 6 إخوة وطباعهم لا تتسق مع طبعي وكذلك والدتها قوية الشخصية داخل بيتها وتفرض رأيها على جميع من ببيتها ، كذلك فهي غير متعلمة لأمور دينها ولا أعرف إن كانت تصلي أو لا مع العلم بأن البعض قال لي إن نقص دين الزوجة ليس عيبا بل قد تكسب فيها أجرا عندما تعلمها بعض أمور دينها وتفقهها فيه، وكان رد الوالدة بأن الأمر متروك لي بالكامل وعندما قلت لها بعد فترة إنني سوف أتقدم لها إن شاء الله قالت لي إن الأمر متروك لك وأنت حر في الاختيار بالكامل تبرئة لذمتها ، ومع مرور الأيام لم أجد الفتاة التي تناسبني أصبحت لا أجد سواها وأفكر في التقدم لأهلها والزواج بها على سنة الله ورسوله. فإنني أسألكم واستحلفكم بالله أن تردوا على سؤالي هذا لأنني سبق وأرسلت لكم سؤالا مشابها ولكنكم لم تردوا عليه وأرجو أن يكون الرد على النقاط الثلاثة : 1-هل تقارب أو تساوي السن بين الزوجين مشكلة في الزواج . 2-هل نقص دين الزوجة قبل الزواج بها من العيوب التي قد تسبب لي مشكلة بعد الزواج . 3-هل احتمال حدوث مشاكل مع إخوانها يجيز لي صرف النظر عنها والبحث عن غيرها . 4-هل اختلاف المستوى الثقافي بين الزوجين قد يسبب بعض المشاكل حيث إنني جامعي و هي لم تكمل تعليمها . 5-هل أتقدم للزواج من هذه الفتاة أم لا . أرجوكم أن تردوا على سؤالي وبإجابات واضحة دون أن تحيلوني لفتوى سابقة . وفقكم الله وهداكم إلى ما فيه خير المسلمين أجمعين، ومن فرج كربة عن مسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك وأن يلهمك رشدك، أما عن الجواب فنقول:
إن تساوى أو تقارب السن بين الزوجين قد يكون هو الأولى والأحرى للتفاهم بينهما، كما أن التقارب أو التساوي في المستوى الثقافي قد يكون هو الآخر عاملا من عوامل تثبيت الحياة الزوجية واستقرارها، مع أن عكسه وكذلك عكس الحالة الأولى ليس عائقا دائما دون التفاهم والاطمئنان بين الزوجين واستقرار حياتهما الزوجية، فكم من كبير في السن مع شابة تصغره بكثير أو عالم مع جاهلة عاشا ما قدر الله لهما في سعادة وطمأنينة، وكما أن احتمال حدوث المشاكل مع أهل المرأة -إخوتها أو والدتها -لا يشكل عائقا دون الزواج بها لأن احتمال ذلك وارد دائما، فلو اعتبر عائقا يمنع الرجل من التقدم لخطبة من يرضاها لضاق واسع وعسر يسير.
وعلى هذ فنقول للأخ: إذا لم تكن المرأة معروفة برقة الدين أو الإصرار على المعاصي فالأولى أن تتقدم لها إذ في الزواج بها تلبية لرغبة والدتك ولأنك لم تجد ما هو أحسن منها، ثم إنها بحاجة إلى من يعلمها أمور دينها ويوجهها إلى رشدها، فالزواج بها بهذه النية فيه الأجر إن شاء الله تعالى .
والله أعلم.