عنوان الفتوى : حكم المكذب بعذاب القبر ونعيمه
ما هي الأحاديث الصحيحة والضعيفة الواردة في ذكر عذاب القبر، وما حكم المكذب بعذاب القبر أو منكره.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن أصدرنا فتاوى في إثبات عذاب القبر ونعيمه، وفيها الكثير من الأدلة من كتاب الله تعالى والأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فانظر على سبيل المثال الفتوى رقم: 16778، والفتوى رقم: 2112 والفتوى رقم: 15209.
وأما الاحاديث الضعيفة الواردة في ذلك فلا حاجة للمسلم بها، وفيما صح من الأحاديث في ذلك غنية عنها.
وأما المكذب بعذاب القبر ونعيمه ومنكره فإنه ضال منحرف، وهو على خطر عظيم لأنه ينكر ويكذب ما دلت عليه الأدلة من كتاب الله تعالى وما دلت عليه الأحاديث المتواترة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ عبد الرحمن بن جبرين في بحثه المنشور في مجلة البحوث الإسلامية التي تصدرها الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء (الجزء رقم: 17، الصفحة رقم: 126) في صدد الحديث عن نواقض الشهادتين: إنكار شيء من الأمور الغيبية التي أمر الله بالإيمان بها وأخبر بثبوتها وأحقيتها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ كالملائكة والكتب والرسائل والبعث بعد الموت وحشر الأجساد والجنة والنار، وكذا عذاب القبر ونعيمه ونحو ذلك، فإن من جحد منها شيئا فقد كذب الله وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك أكبر الطعن في الرسالة وما اشتملت عليه، فهو يخالف ما تستلزمه الشهادتان.
وقد وجدت طائفة من أهل البدع ومن تأثر بهم من المنتسبين للسنة ينكرون عذاب القبر، ولا حجة لهم ولا دليل من كتاب الله تعالى أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم على هذا الإنكار، وهؤلاء يجب الحذر والتحذير منهم.
والله أعلم.