عنوان الفتوى : حكم طلب الطلاق بعد العقد لوجود المعوقات والصعوبات
شيخنا الفاضل إني ألجأ إليك ب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن نعم الله عز وجل على المسلم أن هداه لما فيه راحة باله وهدوء نفسه، ومن ذلك الإيمان بالقضاء والقدر، وبما في المصاب والمتاعب التي تصيبه في الدنيا من الأجر والثواب، وتكفير الذنوب، ومن نعمه سبحانه أن شرع لنا الاستخارة التي يطلب فيها ربه أن يختار له ما يعلمه من الخير في الدنيا والآخرة، فيرضى بما اختاره له ولو كان مكروها؛ لعلمه بأن الخير فيما اختاره الله عز وجل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: من الآية216}
فنقول للأخت: ما دام أنك أقدمت على هذا الزواج بعد استخارة الله عز وجل ولم يصرف عنك فهذا دليل على أن الله اختاره لك حيث قدره ويسر وقوعه. أما ما وجدت فيه من مشقة وعناء فهذا لحكم يعلمها سبحانه منها أنه سبب لالتجائك إليه سبحانه ودعائه.
وليس في محاولاتك حل هذه المشاكل والتغلب على تلك الصعوبات اعتراض على قدره وما اختاره لك، فالمسلم مأمور بأن يأخذ بالأسباب وأن يدفع قدر الله بقدر الله، والأسباب من قدر الله، لكن إذا تعسر هذا الأمر فليس عليك حرج من دفعه بالخروج منه.
فالحاصل أنك إن قدرت على حل هذه المشاكل والصعوبات فهذا أفضل، وإن لم تقدري على ذلك فلا حرج عليك في طلب الطلاق لوجود البأس وهو الشدة، وننصحك بالاستخارة دائما في كل أمورك.
ونسأل الله عز وجل أن يختار لك الخير وييسره لك ويرضيك بما قسم لك.
والله أعلم.