عنوان الفتوى : قصة عمر والهرمزان
(حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر وملكنا فظلمنا فخفنا فسهرنا فانتصرتم علينا يا مسلمين)من قائل هذه العبارة؟ وهل سندها صحيح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه المقولة تنسب للهرمزان أحد قادة الفرس وملوكهم وكان حاكما لتستر. ولا يمكننا الحكم عليها بالصحة أو عدمها. ولم نقف لها على سند بهذا اللفظ.
ولكن جاء في تاريخ الطبري والبداية والنهاية لابن كثير: أن الصحابة لما فتحوا تستر بعثوا بالهرمزان إلى عمر بالمدينة لأنه نزل على حكمه، فلما وصلوا إلى بيته لم يجدوه فيه، فسألوا عنه فقيل لهم: إنه ذهب إلى المسجد، فجاءوا إلى المسجد فلم يجدوا فيه أحدا، فرجعوا فإذا بأولاد يلعبون فقال لهم الأولاد: ماذا تريدون؟ قالوا: نريد عمر، قالوا لهم: هو في المسجد نائم، فرجعوا إلى المسجد فوجدوه نائما متوسدا برنسا له ودرته معلقة في يده، فقال الهرمزان: أين عمر؟ فقالوا: هو ذا النائم وجعلوا يخفضون أصواتهم لئلا ينبهوه، وجعل الهرمزان يقول: وأين حجابه وأين حراسه؟.. فقالوا: ليس له حجاب ولا حراس ولا كتاب. ولا ديوان.. فقال: ينبغي أن يكون نبيا، فقالوا: بل يعمل بعمل الأنبياء. وكثر الناس حولهم وارتفع اللغط فاستيقظ عمر ثم نظر إلى الهرمزان، فقال: الهرمزان؟ قالوا: نعم، فتأمله وتأمل ما عليه وكان يلبس الديباج والذهب المكلل بالياقوت واللآلئ ثم قال: أعوذ بالله من النار وأستعين بالله.. الحمد لله الذي أذل هذا وأشياعه، يا معشر المسلمين تمسكوا بهذا الدين واهتدوا بهدي نبيكم ولا تبطرنكم الدنيا فإنها غدارة.. فقال له الوافد: هذا ملك الأهواز فكلمه، فقال: لا حتى لا يبقى عليه شيء من حليته.. ففعلوا وألبسوه ثوبا عاديا، فقال له عمر: يا هرمزان كيف رأيت وبال الغدر وعاقبة أمر الله؟ فقال يا عمر: كنا وإياكم في الجاهلية كان الله قد خلى بيننا وبينكم فغلبناكم إذ لم يكن معنا ولا معكم، فلما كان معكم غلبتمونا، فقال عمر: إنما غلبتمونا في الجاهلية باجتماعكم وتفرقنا.. ثم أسلم وسكن المدينة وفرض له عمر في بيت المال.. اهـ. بتصرف من البداية والنهاية.
وقد وردت هذه الرواية في عدة مصادر تاريخية بألفاظ مختلفة.
والله أعلم.