عنوان الفتوى : الحكمة من ذكر بني إسرائيل في قصة ابني آدم
جاء في كتاب ربنا " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا ..." الآية من سورة المائدة ولو عدنا للتفسير فإننا نجد أن الله كتب عليهم ذلك من أجل فعل ابن آدم من قتله أخاه فلم خص الله بني إسرائيل بذلك وهم لم يكونوا موجودين إذ ذاك ؟ وبارك الله فيكم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر بعض أهل العلم حكما لذكر بني إسرائيل، منها أنهم أول من نزل عليهم كتاب فيه أحكام القتل والوعيد عليه نظرا لكثرة سفكهم للدماء وقتلهم للأنبياء ، قال ابن العربي في أحكام القرآن : وإنما خص الله بني إسرائيل بالذكر للكتاب فيه عليهم لأنه ما كان ينزل قبل ذلك من الملل والشرائع كان قولا مطلقا غير مكتوب بعث الله إبراهيم فكتب له الصحف وشرع له دين الإسلام وقسم ولديه الححاز والشام فوضع الله إسماعيل بالحجاز مقدمة لمحمد صلى الله عليه وسلم وأخلاها عن الجبابرة تمهيدا له وأقر إسحاق بالشام وجاء منه يعقوب وكثرت الإسرائيلية فامتلأت الأرض بالباطل في كل فج وبغوا فبعث الله سبحانه موسى وكلمه وأيده بالآيات الباهرة وخط له التوراة بيده وأمره بالقتال ووعده النصر ووفى له بما وعده وتفرقت بنو إسرائيل بعقائدها وكتب الله جل جلاله في التوراة القصاص محددا مؤكدا مشروعا في سائر أنواع الحدود إلى سائر الشرائع من العبادات وأحكام المعاملات وقد أخبر الله في كتابنا بكثير من ذلك . أهـ .
وقال الشوكاني في فتح القدير عند تفسير هذه الآية: والمعنى أن نبأ ابني آدم هو الذي تسبب عنه الكتب المذكور على بني إسرائيل، وعلى هذا جمهور المفسرين وخص بني إسرائيل بالذكر لأن السياق في تعداد جناياتهم، ولأنهم أول أمة نزل الوعيد عليهم في قتل الأنفس، ووقع التغليظ فيهم إذ ذاك لكثرة سفكهم للدماء وقتلهم للأنبياء . اهـ .
والله أعلم .