عنوان الفتوى : لزوم طريق النبي صلى الله عليه وسلم أمان من الحيرة
بسم الله الرحيم الرحيموبعد أود أن أسألكم عن سؤال مهمالمسلمون تفرقوا إلي شيع وأحزاب وكل حزب بما لديهم فرحون هذا سلفي وهذا صوفي وهذا من جماعة التبليغ....الخ ،إلي غيرذلك من الطوائف المتناحرة ويحار الإنسان داخل هذ الصراع ، فإن ذهب إلي السلفية ضلله الصوفية وإن ذهب إلي الصوفية كفره السلفية فماذا يفعل الإنسان أمام هذا الصراع وبما تنصحونني وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تفرق المسلمين إلى فرق متعددة متباينة أمر قدري محتوم، كما قال سبحانه: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) [هود: 118-119]، وأهل السنة والجماعة هم من رحمهم الله تعالى من الاختلاف في أصول الدين وكلياته وقطعياته، بخلاف الصوفية وغيرهم من الفرق البدعية. وليعلم المسلم أن أهل السنة والجماعة هم أهل الحق القائم على الأخذ بالكتاب والسنة، والسير على ما سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعون في الاعتقاد والسلوك والعمل بخلاف الصوفية الذين ابتدعوا في دين الله ما لم يأذن به، حتى إن بعضهم جاء ببدع مكفرة كابن عربي، والحلاج، وكثير من فرقهم لا يخلو من البدع الكثيرة المفسقة. مع ملاحظة أن بعض المسلمين قد ينسب إلى الصوفية وليس له فيها إلا الاسم، وإنما ينسب إليها لزهده، مع أنه خال من البدعة وملتزم بالسنة كالقاضي عياض، ومعروف الكرخي، وبشر الحافي وأمثالهم، فهؤلاء من أئمة أهل السنة والجماعة.
وننصحك بلزوم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الاعتقاد والعمل فهو سبيل المؤمنين وطريق النجاة، وعليك بقبول الحق، والالتزام به، وإن كان قائله خصماً، والبعد عن الضلالة والخطأ، وإن صدر من قريب حبيب. والله أعلم.