عنوان الفتوى : رضا المرء بذات الدين والخلق وعدم التطلع إلى غيرها
انصحوني إخوتي في الله... أنا شاب مقبل على الزواج خلال الأيام المقبلة من فتاة حين اخترتها قصدت بها أولا وأخيرا دينها والتزامها... وهي ذات حسب ومال وخلق.. ووجدت فيها ما يكفي لأن تكون زوجة المستقبل، ولكن مشكلتي تكمن بأنها ليست على قدر فائق من الجمال، وما يزيد همي بأني كنت قبل أن يهديني الله منذ عدة سنوات على اختلاط كثير مع البنات ومنهن من كن في غاية الجمال وعملي الحالي يوجد به الكثير من الفتن فهنا تصبح المقارنة، وطلبت من خطيبتي أن تكشف عن شعرها لمرة كي أراها ولكنها رفضت (مع العلم بأن أمي قالت لي إنها جميلة بدون حجاب)، فماذا أفعل مع العلم بأني متمسك بها لشدة أخلاقها وحيائها الذي لم أجده في سابقتها، ومع العلم بأني قبل الإقبال على الخطوبة صليت الاستخارة لمرات عديدة ودعوت الله وتوكلت عليه، فماذا أفعل والوسواس يطاردني؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن نصيحتنا لك هي أن تقبل بهذه المرأة صاحبة الدين والخلق والجمال الذي لم يصب محلاً من نفسك، وننبهك إلى أن النفس لا تقنع بما بين يديها من مال وفتن وجمال، فهي دائماً تطلب المزيد، فمن تبعها قادته إلى الردى، ومن دانها قادها إلى الفلاح، وفي مسند أحمد وسنن الترمذي عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله.
والعلاج لحالك يتمثل في الآتي:
أولاً: حاول الابتعاد عن أماكن الفساد والاختلاط قدر طاقتك، وأن تبحث لنفسك عن عمل آخر لا اختلاط فيه، فإن اضطررت إلى ذلك فعليك أن تحصر ذلك في حدود ضيقة، وبالقدر الذي يحتاجه العمل.
ثانياً: عليك بغض البصر، فإنه طهارة لنفسك، ونقاء لقلبك، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}.
ثالثاً: خطيبتك قبل عقد النكاح كأي أجنبية، فلا يحل لك أن تخلو بها ولا أن تنظر إليها، إلا نظرة الخطوبة التي على أساسها تقرر الإقدام أو الإحجام، أما الاسترسال في ذلك فلا يجوز.
رابعاً: أكثر من دعاء الله تعالى أن يقنعك بأهلك، وأن يقذف في قلبك الإعراض عن المحرمات.
تنبيه: ضعف الشيخ الألباني الحديث المذكور في الفتوى: الكيس من دان نفسه.. إلخ، ولكننا وجدنا كثيرا من الحفاظ والأئمة يستشهدون به بدون أن يشيروا إلى ضعفه، ومن هؤلاء ابن حجر في فتح الباري، وشيخ الإسلام في فتاواه، وابن القيم في مدارج السالكين وغيرهم كثير.
والله أعلم.