عنوان الفتوى : حكم الذهاب بالمرضى إلى الكهان والمشعوذين
هذه رسالة وردت إلى البرنامج من الجمهورية الجزائرية، جنوب الجزائر قرية تماسين من السائلة (ب. س) تقول في رسالتها: هناك بنت مشلولة في يديها ورجليها، وعجز الأطباء عن علاجها، وسمع أهلها برجل يعالج بطريقة خاصة، حيث أنهم يضعون الكمون تحت رأسها وفي الصباح يأخذونها إلى الرجل ومعهم هذا الكمون فيقول لهم: بأنها بها مس من الجنون، فطلب منهم أن يأتوه بجدي، فأخذوا له الجدي فبدأ الرجل يسن السكين فصار الجدي مشلولاً مثل الطفلة، وبعد ذلك قطع شيئاً من أذن الجدي ومسح بها عند أنف الطفلة ووراء أذنيها، وأمر الجدي بالذهاب فقام مسرعاً وقال لهم: ابنتكم بخير إن شاء الله، فقامت الطفلة كأن لم يكن بها شلل، وبعد ذلك كتب لها بعض الأدوية من الحشائش لتتابع العلاج في البيت، لكي تشفى تماماً، وقبل أن يبدأ في مخاطبتهم، يبدأ باسم الله، ويقرأ آية الكرسي، ثم يأخذ هذا الكمون وينظر فيه ويبدأ يقول: ويصف حالة المريض ما به ومتى وكيف، أرجو أن تدرسوا هذه القضية وتفيدونا برأيكم في هذا، وإذا كانت الإجابة بمنع مثل هذا العمل فما الدليل، علماً بأن أهل هذه الطفلة سألوني عن الجواب فلم أستطع أن أجبهم وكتبت إليكم أفيدونا أفادكم الله؟ play max volume
الجواب: هذا العمل يدل على أن الرجل كاهن يستخدم الجن ويتقرب إليهم بما يريدون، وأما جعله الكمون تحت الرأس، وقطع أذن الجدي وما أشبهه هذا تلبيس، حتى لا يكشف أمره، وإنما هو رجل مستخدم للجن، وقد يكون بعض الجن مس المرأة بشيء حتى حصل لها ما حصل، ثم اتفق معهم على أن يتركها فتركها فحصل الشفاء، وليس في الحقيقة من جهة قراءته وإنما يلبس على الناس بقراءة آية الكرسي أو بقوله: باسم الله عند إعطائهم الكمون كل هذا تلبيس.
والواجب عدم الذهاب إلى هذا الرجل وأشباهه؛ لقول النبي ﷺ: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً رواه مسلم في الصحيح، ولقوله ﷺ: من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ رواه أهل السنن؛ ولقوله ﷺ في الكهان: لا تأتوهم وهذا منهم، فإن عمله هذا يدل على أنه يستخدم الجن ويسألهم ويتفق معهم على ما يريدون، ويعطونه ما أراد حتى يعبدهم من دون الله، ويعطيهم ما يريدون حتى يخدموه فلا يجوز سؤال هذا، ولا يجوز أخذ علاجه، ولا الذهاب إليه بالكلية. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.