عنوان الفتوى : الترغيب في الإحسان إلى المريض
لدي أخ مريض نفسيا وجسديا لكن طلباته كثيرة وتافهة ويحب الاعتماد على الآخرين قبل مرضه وبعده فنتعب منه ولا نطيق أوامره وطلباته، فأحيانا لا نرد عليه ولا نلقي له بالا ونغضب عليه، فهل علينا إثم في ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا شك أن الإحسان إلى المريض والتلطف به ومراعاة شعوره ونفسيته أمر مرغب فيه شرعاً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه. رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمر أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة، أو تقضي له دينا، أو تطرد عنه جوعاً... رواه الأصبهاني في الترغيب وحسنه الألباني.
وإذا كان ما يطلبه الأخ شاقاً عليكم أو مكلفاً فحاولوا التلطف به والاعتذار له بقول طيب، ولا تغضبوا عليه ولا تجرحوا مشاعره، فقد قال الله تعالى: وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا {الإسراء:28}، واحرصوا على السعي في علاج الأخ بما يمكن مع الدعاء له والتصدق عنه والصبر عليه بقدر استطاعتكم، ونرجو الله أن يتقبل منكم. وأما عن الإثم في عدم الاستجابة لطلباته التي لا يحتاجها فإنه لا إثم في ذلك، واحرصوا على عدم الغضب عليه؛ فإن الشرع نهى عن انتهار السائل كما في قوله تعالى: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ {الضحى:10}، قال القرطبي في التفسير: أي لا تزجره فهو نهي عن إغلاظ القول؛ ولكن رده ببذل يسير، أورد جميل. انتهى.
والله أعلم.