عنوان الفتوى : هل ينقص أجر المرأة التي تربي أيتامها إن تزوجت؟
أنا أرملة، وعمري 26سنة، وأربي ثلاثة أطفال أيتام. هل إذا تزوجت يكون لي نفس أجري على تربيتهم؟ مع العلم بأنهم سيكونون معي؛ لأني سأتزوج عمهم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تقومين به من القيام على هؤلاء الأيتام ورعايتهم والعناية بهم قربة من أعظم القربات، ومن الأعمال العظيمة التي تنال بها عالي الدرجات، وللمزيد فيما يتعلق بكفالة الأيتام راجعي الفتوى رقم: 12913، والفتوى رقم: 233677.
والعبرة في عظم الأجر بما تقومين به من جهد تجاههم، روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إنما أجرك على قدر نصبك - أو قال - نفقتك. ولمزيد الفائدة انظري الفتوى رقم: 138846.
والزواج بمجرده لا ينقص من الأجر، والأفضل للمرأة إذا مات زوجها أن تتزوج، ويتأكد الأمر إذا دعتها الحاجة إليه، أو خشيت على نفسها التعرض للفتنة، فقد يكون الزواج واجبا في حقها والحالة هذه. وإذا كان الزوج قريبا للأولاد - كما هو الحال هنا وهو عمهم - فقد يعينها أكثر في جانب تربيتهم ورعايتهم.
وهنالك حديث رواه أبو داود عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة ». وأومأ يزيد بالوسطى والسبابة « امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا، أو ماتوا ». فهو يدل على فضيلة حبس المرأة نفسها عن الزواج لأجل رعاية أولادها، والظاهر -والله أعلم- أنّ هذه الفضيلة تكون حيث يشغلها الزواج عن رعاية أولادها، أمّا إذا كان الزواج لا يشغلها عن رعاية أولادها، بل ربما أعانها عليه -كما هو حال السائلة- فلا ينقص أجرها بزواجها، ولو كان ترك الزواج للأرملة فضيلة على كل حال لتركت نساء الصحابة ومن بعدهم من الصالحات الزواج بعد موت أزواجهن، ولكنّ الواقع خلاف ذلك، فقد اشتهر تزوج كثير منهن بعد موت أزواجهن .
والله أعلم.