عنوان الفتوى : ضوابط جواز اقتناء الكلب
اشترينا كلباً صغيراً, نقوم بتربيته حتى يتعود علينا, ثم عندما يكبر يكون للحراسة، مع العلم بأنا لسنا بحاجة ماسة لحراسته, فعلى مدى 29 سنة لم يدخل بيتنا لص سوى مرتين سرقت في الأولى دراجة وسروال وفي الثّانية راديو السيارة وأشياء أخرى استعدناها في نفس اليوم، مع العلم بأن بيته في الحديقة، نحن نعلم أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلاب (داخل المبنى) وأن الكلب لا يجوز وجوده إلا للحراسة وفي الحديقة وأن تجارة الكلاب تزيل الحسنات (ونحن لا نتاجر فيها)، الآن وقد تعلّقنا به وخاصة أخي الصغير وهو الذي أحضره, علم أخي الثّاني من شيخ أن وجود الكلب في المنزل من دون أي موجب لذلك كالحراسة خوفا من اللصوص ينقص كل يوم لجميع أفراد العائلة قيراطين من الحسنات, وبذلك يقول أن على الكلب أن يخرج من المنزل وإلا سيقتله وأخي الثّالث يقول إنه سيكلف من يسرقه، فما الحل، أفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولاً أن ننبهك إلى أن النهي عن بيع الكلاب مطلقاً ليس محل اتفاق بين أهل العلم، وإنما ذهب إليه جمهورهم نظراً إلى عموم النهي، بينما ذهب البعض الآخر إلى جواز بيع وشراء وحل ثمن ما أذن في اقتنائه من الكلاب للصيد ونحوه، مستدلين برواية النسائي: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب؛ إلا كلب الصيد. قال الحافظ: رجاله ثقات. وهذا القول هو الأظهر، ولكن الأحوط تجنب بيعه عموماً خروجاً من الخلاف.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك.. فإنه لا يجوز تربية الكلاب في الإسلام إلا للصيد أو الحراسة، وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من اقتنى كلباً إلا كلب ماشية أو كلب صيد نقص من عمله كل يوم قيراط. رواه مسلم وغيره.
وذكر العلماء أن العلة في اتخاذه للماشية حفظها من السرقة، أو اعتداء الحيوانات المفترسة، وقاسوا عليه تربيته واتخاذه لحفظ الدور والحوانيت وغيرها.
وبناء على ما ذكر، وأنك ذكرت أنكم لستم بحاجة ماسة إلى حراسة هذا الكلب، فالحل أن تتخلصوا منه بإعطائه لمن هو بحاجة إليه، ثم لتوصوا من تعطونه له بأن يتحاشى أن يسكنه داخل بيته فيتسبب في تنجيسه، وخروج الملائكة منه.
والله أعلم.