عنوان الفتوى : إصرار الأم على عدم زواج ابنها من امرأة بعينها
أنا عمري 19 سنة ...أبي وأمي منفصلان منذ صغري ... وطبعا الوالد تزوج وعنده أطفال .. أما أنا فعشت مع أمي .... والآن أعمل في شركه بترول ... وفي نفس الوقت أدرس بالكلية عن طريق الشركة (( بعثات ))... وأنا أريد أن أفتح مشاريع اقتصادية بحكم أن الراتب لا يكفي ... فحصلت رفضا كبيرا من جانب الأم بحكم ...أني أدرس ... وأنا سوف آخذ سلفة للبدء في المشروع.... أما الوالد فكان موافقا لأنه واثق من قدراتي... بعد كل هذا أطعتها ... ومرت الأيام . وأتى اليوم الذي زاد إيماني بالله واهتديت ... وصرت أقيم الصلوات في وقتها .... فقررت أن أكمل نصف ديني بالزواج .... لكي أحافظ على نفسي من الخطأ .. فطبعا اكتشفت أن الوالد قد وجد الفتاة المناسبة للزواج مني ... وهي تقرب لي من بعيد ... وهي خلوقة ومحافظة لدينها ... و و و ....فوافقت على هذه الفتاة .... وطبعا عند أخبار أمي بنية زواجي (( كي أقيس نبضها )) رفضت رفضا كليا ... فسألتها لماذا ؟؟؟ فقالت لي أني صغير على الزواج .... واني لا أستطيع أن أحافظ على مرتبي الشهري .... فطبعا واجهتها بأني إنسان لا أستطيع إكمال حياتي الآن من غير زواج (( وفي زمننا هذا الشخص يجب عليه الزواج وهو في الـ 18 من عمره )) ليستر على نفسه.... ولكنها استمرت برفضها ... وقالت من تكون هي ؟؟؟ فأجبتها أنها تقرب لي من طرف أبي ... فرفضت الآن رفضا كليا ... بحكم أنها من طرف أبي ... (( وهي تكره أبي وأهله جميعا ...بحكم أنهم تآمروا على الطلاق !!!! والله أعلم )) فقلت لها من سوف يتزوج أنا ؟؟؟ أم أنت ؟؟؟ فأجابت أنا التي ربيتك ولي الحق كله أني أختار لك المرأة المناسبة للزواج ... فقلت لها لماذا تخربين حياتي برفضك ؟؟؟ ولماذا تدمرين حياتي بسبب مشاكل صارت من أيام زواجكم ... وأنا ماذا أفعل ؟؟؟ ....... فأرجوك يا شيخ ... أنك تحصل لي على حل لهذه المشكله ... وأنا أقولها لك لأني لا أستطيع أن أمسك بنفسي عن الغلط إلى الآبد .... فأريد الحل الذي يبعدني عن الخطأ ؟؟؟ والحل لإقناع أمي بالزواج ؟؟؟ ملاحظة: أمي عنيدة جدا ... (( رأسها يابس )) فاعطني الحل المناسب لها ... واسمح لي على الإطالة ... وأشكرك على قراءتك وبارك الله فيك يا شيخ ورحم الله والديك ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تسعى في إقناع والدتك بالزواج من هذه الفتاة، وأن توضح لها أنه لا ذنب لهذه الفتاة حتى تتخذ منها أمك موقفها هذا، وأن الله تعالى يقول: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ] {الأنعام:164} ، وتقرَّب إلى أمك بالهدية والكلمة اللينة، ووسِّط من يمكن أن يؤثر على رأي أمك كخالك أو غيره.
فإن أصرت على رأيها بعد هذا كله فإن الخير لك أن تطيعها وتترك هذه الفتاة وتبحث عن غيرها، ولعل الله يعوضك خيرا منها، ولا تؤخر الزواج ما دامت عندك المقدرة، فبادر وحصن نفسك، واعلم أن الله في عون المتزوج الذي يطلب العفاف، وانظر الفتوى رقم: 67236، والفتوى رقم: 15577، والفتوى رقم: 9668.
والله أعلم.