عنوان الفتوى : حكم من انقلبت سيارته وهو يقودها فمات بعض من كان معه
وأول سؤال نطرحه على فضيلته ورد إلينا من المستمع (ن. س. ش) من مكة المكرمة يقول فيه: عندما كنت في السادسة عشر من عمري -أي: قبل سبع سنوات تقريباً- حصل لي حادث بالسيارة التي كنت أقودها أنا ومعي والدي رحمه الله وأخواتي وبعض من أقاربي، وكنت أقود السيارة التي هي للوالد بسرعة متوسطة وفجأة ضرب إطار السيارة الأمامي ولم أدر ما الذي حصل لي فقد أغمي علي ولم أدر بشيء ولم أفق إلا ونحن في الهاوية، وقد أصيب والدي بنزيف داخلي وانتقل إلى رحمة الله، سؤالي هو: هل أعتبر في هذه الحالة قاتلاً عمداً بمعنى هل يلزمني صيام شهرين متتابعين، وماذا أفعل كي يغفر الله لي هذا الذنب العظيم علماً بأنني عاهدت نفسي بأن أكون ملازماً لإخوتي أرعاهم حتى أصغر واحد فيهم، وأستغفر الله العظيم الذي وضعني القدر في هذا الموقف الصعب نعم ؟ play max volume
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فالجواب أيها السائل! ينبغي أن تعلم أن الشيء في ذمة أمثالك وأنت أعلم بالواقع، فإن كنت تعلم أن الحادث بأسباب سرعتك أو لأن الكفر رديء وأنت تساهلت في عدم إبداله، أو بأسباب أخرى فعليك الكفارة وعليك الدية أيضاً.
أما إن كنت لا تعلم شيئاً من ذلك وأنك تمشي بسرعة متوسطة كالناس ليس هناك زائد على الناس المشي المعتاد، والكفر لا تعلم فيه خللاً وليس فيه بأس فإنه ليس عليك شيء، لأنك لم تتسبب في الحادث وأمر الله غالب على الجميع قدر الله وما شاء فعل، مثلما لو كان الإنسان على مطية مع أخيه أو أبيه فعثرت أو جفلت ثم سقط أحدهما أو كلاهما فمات أحدهما لا يكون على قائدها شيء في هذا لعدم التسبب، فالسيارة إذا حصل منها انقلاب بسبب لا تعلق له بالسائق، فإنه لا يكون على السائق شيء؛ لأنه لم يفرط ولم يتعد، فأما إن كنت أسرعت سرعة زائدة خطيرة فعليك الكفارة وعليك الدية إلا أن يسمح ورثة أبيك عن الدية، وعليك كفارة وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم تستطع فعليك صيام شهرين متتابعين كما هو نص كتاب الله عز وجل، ونسأل الله لك العون والتوفيق وما فيه براءة الذمة .
وأنت يا أخي عليك أن تحاسب نفسك وتتأمل الواقع، فإن غلب على ظنك أنك مقصر ومفرط في هذا السير أو في الكفر الذي ضرب لأنك تساهلت في عدم إبداله وهو رديء فكفر صم شهرين متتابعين وأد الدية إلا أن يسمح عنك ورثة الوالد، وإن كنت تعلم أنك لم تقصر وأن السير معتدل وأن الكفرات سليمة فليس عليك شيء والحمد لله على قضاء الله. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.