عنوان الفتوى : هل تبقى في عصمة الزوج الساب
أنا فتاة مسلمة والحمد لله.. أبلغ من العمر 24 عاماً، تزوجت من رجل يعيش بالخارج، تزوجنا منذ عام وشهرين، أمضينا منهم أسبوعان فقط مع بعضنا كزوجين ومارس حقوقه الشرعية، وعشت أنا مع أهلي في بلد خليجي حيث ترعرعت، ورجع هو مع أهله للبلد الأجنبي حيث ترعرع، علماَ بأننا في انتظار إجراءات السفارة لمدة عام و شهرين لأكون معه. مشكلتي أنه شكاك جداً، بدون أي وجه حق، فأنا فتاة خلوقة جداً، و خوفي من الله كبير والحمد لله، فأنا أحفظه في عرضه وماله وحقوقه. وصل بنا الطريق إلى أن يطلقني مرتين في شهرين متتاليين، أول مرة أقسم أنه لم يقصد وأنه كان في حالة غضب عارمة ولم يشعر بنفسه ( وأنا أخالفه ذلك، حيث تحدثت معه بعدها بنصف ساعة تقريباً وسألته : أتدرك ماذا فعلت؟ والدهشة تملأني من هول الصدمة ، قال نعم، فقد طلقتك ، سألت شيخاَ فقال أن ارجعي إليه واساليه مرة أخرى إذا كان يريد ذلك وهل كان في كامل وعيه وليس بكلام غضبان، فسألته وقال إنه لم ينو ذلك وأنه كان في حالة غضب. أما الطلقة الثانية كان في وعيه وليس بغضب. فسألت الشيخ فقال إنه فقط يجب أن يسألني الرجوع وإن قبلت فأنا حلال له وهذا ما حدث. ما هو أفظع، وأخاف منه، أنه دائم السب بالله في الآونة الأخيرة وقبل الطلاق وبعد الرجوع إليه. ودائماً يهددني في غضبه بتشويه سمعتي وقول أكاذيب للتقليل من شأني في نظر أهلي وأهله. أنا في ضياع من أمري ، وللأسف أهلي لا يعلمون بالأمر وأهله علموا به مني و حاولوا إرجاعه للطريق السليم ولكن دون جدوى. سفري له قد تحدد بعد شهر تقريباً من اليوم . لا أريد أن تكون حياتي معه حراما. ما الحكم في ذلك حيث أعلم أن ساب الله والرسول مرتد، وأحرم عليه. علماً بأني قد طلقت منه مرتين في اعتقادي. أرجوكم ساعدوني، إني أخاف الله. يرجى العلم أنه لا إلمام له بالدين مع أنه مسلم. حاولت في فترة الخطبة تقريبه من الله والرسول بتشجيعه على قراءة القرآن وقراءة قصص الإسلام. ولكن بعد سفره تغير وفعل كل أنواع الفواحش بعد زواجنا مثل الزنا وشرب الخمر. ظلمت منه كثيراً، فحبي له يجعلني أغفر له كل ذنوبه ومحاولة إرجاعه للطريق المستقيم ولكن دون نفع ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد سبق أن بينا أن العلماء مجمعون على أن من سب الله تعالى فهو كافر ، وتراجع في هذا الفتوى رقم : 24438 ، والفتوى رقم : 6283 ، فإن ثبت ما ذكرت عن زوجك من سبه الله تعالى فالواجب نصحه وتذكيره بالله تعالى، فإن تاب وأناب فالحمد لله وتظل العصمة قائمة بينكما ، وإن أصر على ذلك الحال فلا يجوز لك البقاء معه أو تمكينه من نفسك، وراجعي الفتوى رقم : 70423 .
وبخصوص الطلقتين السابقتين فاعلمي أولا أن الغضب لا يمنع وقوع الطلاق ما دام صاحبه يعي ما يقول، وقد ذكرت أنك قد سألته بعد نصف ساعة فأقر أنه قد طلقك فلا عبرة بعد ذلك من سؤاله أنوى الطلاق أم لا ، وأما الطلقة الثانية فأمرها واضح، وأما الرجعة فإن المرأة ما دامت في عدتها من طلاق رجعي فيجوز لزوجها مراجعتها من غير عقد جديد، وإذا انقضت عدتها فلا تجوز له مراجعتها إلا بعقد جديد، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم : 3073 ، والفتوى رقم : 30719 .
وننبه إلى أنه ينبغي للمسلمة التريث في أمر اختيار الأزواج، فلا ترضى إلا من اطمأنت لدينه وخلقه ، وتراجع الفتوى رقم : 4203 .
والله أعلم .