عنوان الفتوى : على المسلمة ألا تقبل الزواج إلا من صاحب الدين والخلق
ما حكم زواج فتاة متحجبة من رجل غير متدين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه ينبغي للمرأة المسلمة، ألا تقبل الزواج إلا ممن يُرضى دينه وخلقه، كما أن الرجل ينبغي له، أن يظفر بذات الدين، لما يترتب على الزواج من طول الصحبة ووجود الأولاد. وضعف الدين وقلة الالتزام بالشرع تعود بالخلل الكبير على البيت ومن فيه.
ومما لا يخفى على أحد أن الناس متفاوتون في درجة إيمانهم وتمسكهم بدينهم، فقد يكون الرجل صالحاً لكنه يقصر في بعض الواجبات، أو تضعف نفسه أمام بعض الحرمات.
وقد يكون تقصيره عائداً على أصل الدين بالهدم، كما لو كان منتمياً لأحد المبادئ المنحرفة كالشيوعية والعلمانية.
وقد يكون تاركاً للصلاة، وفي كون هذا مسلماً قولان للعلماء، وقد يكون مدمناً للخمر، غارقاً في الشهوات، منشغلاً بالسهر، والسفر، وأصدقاء السوء.
ونحن لا ندري تحت أي هذه الأنواع يندرج سؤالك، لكن لا ينبغي أن يختلف في منع المرأة المسلمة من الزواج بتارك الصلاة، أو مدمن الخمر، أو من متبدع، أو منتسب إلى مذهب مادي منحرف عافانا الله جميعاً من ذلك.
وما نوصيك به: أن لا تقبلي الزواج من أحد حتى تسألي عن دينه وخلقه والتزامه بالصلاة والمسجد، وحتى تعرفي أهله وأصحابه، وألا يصرفك عن هذا البحث كثرة ماله، أو رفعة نسبه، أو علو وظيفته، فإن هذا كله لا يغني في (دنيا الزواج) شيئاً، وكم جلبت امرأة التعاسة لنفسها حين أمكنت رجلاً سيئاً من نفسها، وحكّمته في حياتها وحياة أولادها، نسأل الله أن ييسر لك الخير، وأن يدفع عنك السوء. والله أعلم.