عنوان الفتوى : حكم استماع الأغاني
السؤال الثاني في رسالة الأخ: شيخي محمد بلدية يقول فيه: هل الاستماع إلى الأغاني حرام، أفيدونا أفادكم الله؟ play max volume
الجواب: الاستماع إلى الأغاني لاشك في حرمته؛ وما ذاك إلا لأنه يجر إلى معاصٍ كثيرة وإلى فتن متعددة، ويجر إلى العشق، والوقوع في الزنا والفواحش واللواط، ويجر أيضًا إلى معاصٍ أخرى من شرب المسكرات ولعب القمار وخلطة الأشرار، وربما أوقع في الشرك والكفر بالله، على حسب أحوال الغناء واختلاف أنواعه.
والله جل وعلا يقول في كتابه العظيم: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [لقمان:6-7]، فأخبر سبحانه أن بعض الناس يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله، قرئ: ليضل وقرئ: ليضل واللام للتعليل.
والمعنى أنه بتعاطيه قد ........ لهو الحديث وهو الغناء يجره ذلك إلى أن يضل ويضل غيره، يضل بسبب ما يقع في قلبه من القسوة والمرض فيضل عن الحق بتساهله بمعاصي الله وركوبه لها وتركه بعض ما أوجب الله، ترك الصلاة في جماعة من ترك بر الوالدين، من لعب القمار، من ميله إلى الزنا والفواحش واللواط.. إلى غير هذا مما قد يقع بسبب الأغاني.
قال أكثر المفسرين: معنى لَهْوَ الْحَدِيثِ في الآية معناه: الغناء، وقال جماعة آخرون: يضاف إلى ذلك كل صوت ينكر من أصوات الملاهي داخل في ذلك كالمزمار والعود والكمان وأشباه ذلك.
وهذا كله يصد عن سبيل الله، ويسبب الضلال والإضلال، وثبت عن عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل أحد علماء الصحابة أنه قال في الآية: «إنها والله الغناء » وقال: «إنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل » والآية تدل على هذا المعنى، فإن الله قال: لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ [لقمان:6] يعني يعمى عليه الطريق كالسكران يعمى عليه الطريق؛ لأن الغناء يسكر القلوب، ويوقع في الهوى والباطل فيعمى عن الصواب إذا اعتاد ذلك حتى يقع في الباطل من غير شعور بسبب شغله بالغناء وامتلاء قلبه به، وميله إلى الباطل وإلى است فلانة وفلان وإلى صحبة فلان وفلانة وصداقة فلان وفلانة وغير ذلك.
وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا [لقمان:6] يعني يفضي إلى اتخاذ سبيل الله هزوًا، إلى اتخاذ دين الله سبيل الله هو دينه، فالغناء واللهو يفضي إلى اتخاذ طريق اللهو هزوًا ولعبًا وعدم المبالاة في ذلك.
وإذا تلي عليه القرآن استكبر وثقل عليه؛ لأنه اعتاد سماع الغناء وآلات الملاهي فهو يثقل عليه سماع القرآن ولا يستريح لسماع القرآن، وهذه من العقوبات العاجلة.
فالواجب على المؤمن أن يحذر ذلك، وهكذا على كل مؤمنة الحذر من ذلك ، وجاء في المعنى أحاديث كثيرة كلها تدل على تحريم الغناء وآلات اللهو والطرب وأنها وسيلة إلى شر كبير، والله المستعان .نعم.