عنوان الفتوى : الخلاف والترجيح في زيارة النساء للقبور

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

الرسالة الثالثة وردتنا من سائلة من العراق من دهوك رمزت لنفسها بـ (س. س) تقول الأخت من العراق في رسالتها: ورد في الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ قوله: لعن الله زائرات القبور، فأرجو التوضيح هل يقصد بها النساء جميعاً، أم هناك نساء معينات؟ وكيف الحال عند زيارة قبر الرسول ﷺ؟ وما هي الأدعية التي تقال عند زيارة القبور أفيدونا بارك الله فيكم؟ play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الجواب: اختلف العلماء في زيارة النساء للقبور بعدما أجمعوا على سنيتها للرجال، وكان النبي ﷺ قد نهى عن زيارة القبور في أول الإسلام خشية الفتنة بالقبور؛ لأن الجاهلية كانت تعظم القبور، وربما عبدت بعض المقبورين من دون الله، فنهاهم عن زيارة القبور حماية للتوحيد وسداً لذرائع الشرك، ثم أذن للرجال في الزيارة، قال عليه الصلاة والسلام: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تذكركم الآخرة، وفي لفظ: تذكركم الموت .
واختلف العلماء في النساء هل دخلن في هذا أم لا؟ على قولين لأهل العلم: والصواب أنهن لم يدخلن في الرخصة، بل ينهين عن زيارة القبور؛ لأنه ورد عنه ﷺ من عدة طرق: أنه لعن زائرات القبور، وفي لفظ: زوارات القبور، من حديث أبي هريرة ، ومن حديث ابن عباس ، ومن حديث حسان بن ثابت ، وفيها لعن زائرات القبور.
فالصواب أنهن لا يزرن القبور مطلقاً، هذا هو الأرجح من قولي العلماء، حتى قبر النبي ﷺ لا يزرنه ولا يقفن عليه، ولكن يصلين على النبي ﷺ في كل مكان، في المسجد النبوي وفي البيت، وفي الطريق، وفي بيوتهن وفي كل مكان، النبي عليه السلام قال: لا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم، فالرسول ﷺ حثنا ورغبنا في الصلاة عليه والسلام عليه، كما أمر الله بذلك في كتابه العظيم حيث قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين.
فالمشروع للنساء الصلاة عليه والسلام عليه في كل مكان كالرجال، ولا يشرع لهن زيارة القبر، ولا قبور الناس الآخرين، لا في بلدهن ولا في غير بلدهن، هذا هو المعتمد والأرجح من قولي العلماء في هذه المسألة، وإذا كانت المرأة في المدينة سائرة تصلي في المسجد مع الناس، وتصلي على النبي ﷺ وهي في المسجد، ما في حاجة إلى أن تذهب إلى عند القبر تصلي عليه في محلها، وتسلم عليه تقول: اللهم صل وسلم على رسول الله، عليك الصلاة والسلام يا رسول الله! ونحو ذلك، ويكفي هذا والحمد لله احتياطاً وبعداً عما حرم الله. نعم.