عنوان الفتوى : الحب والمودة يتعمقان بعد الزواج
أنا خطبت (عقد قران) منذ سنة تقريباً، في البداية كانت نفسيتي مرتاحة ثم بعد ثلاثة أو أربعة شهور بدأت نفسيتي تتغير تجاه خطيبي حيث أحس أن شخصيته ضعيفة وتحمل الكثير من السلبية، وأننا غير متفاهمين، المشكلة أنه قريبي (ابن عمتي)، وبدأت معاملتي تتغير نحوه وبدأت المقاطعة معه وقلت المكالمات واللقاءات بيننا وكلما رأيته أحس بأني غير مرتاحة ولا أريد الجلوس معه أو رؤيته، أنا الآن أشعر بالخوف والحزن والندم ولا أدري ما الحل.. ذهبت إلى المعالجين بالقرآن وقالوا أنتِ سليمة من أي عمل أو سحر، وأخيراً ذهبت إلى طبيب نفسي حتى آخذ المهدئات والمنومات.. أشعر بالهم لأن كل من حولي يقولون إن هذا كله يزول بعد الزواج ويحصل التفاهم وأنا أخاف أن تستمر حالة المقاطعة وعدم الراحة إلى الأبد.. أنا أرتاح إلى الانفصال وكل منا يذهب إلى نصيبه.. ولكنه قريبي وأنا أحمل هم العائلة والحساسيات والمشاكل التي ستحدث بسببي.. أنا دوما أقول (يارب هذه قسمتي فيما أملك ولا تلمني فيما تملك)، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إن نفسي ومشاعري مع حل الانفصال وعقلي مع الاستمرار والضغط على نفسي كما يطلب مني الجميع... ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان قد تم عقد النكاح فعليك بعدم التردد، توكلي على الله وكوني عوناً لزوجك وابن عمتك، وسيجعل الله لك معه -إن شاء الله- خيراً كثيراً، والحب ينمو مع الأيام، وتتعمق المودة والألفة بعد الزواج، والإنسان لا يدوم على حال، فكم من حالات زواجٍ بدأت بأشد درجات الحب والانسجام وما دامت إلا أياماً أو أشهراً ثم انقلبت جحيماً ونكالاً.
وأما إذا كان ما تم بينكما هو مجرد خطوبة فإن هذا الرجل أجنبي عنك لا يجوز لك الخلوة به ولا محادثته إلا عند الحاجة، ولا يجوز له أن ينظر إليك، وإذا كان صاحب دين وخلق فلا نرى أن تفسخ الخطوبة إلا إذا شعرت بالنفرة التي يبعد معها الانسجام والمودة، فلا شك أن فسخ الخطوبة الآن خير من حدوث الطلاق بعد أن يكون بينكما أولاد وعشرة، وننصحك باستخارة الله تعالى، واستشارة أهل الخير ممن يعلم حالك.
والله أعلم.