عنوان الفتوى : الحدود كفارة لأصحابها
سماحة الشيخ! ذكرتم أن القصاص كفارة هل هو كفارة في الدنيا والآخرة أيضًا؟ play max volume
الجواب: نعم، لكن يبقى حق القتيل هذا لحق الله ولحق الورثة، أما حق القتيل فيبقى، وإذا كان القاتل تاب توبة صادقة فالله سبحانه يرضي عنه القتيل بما يشاء سبحانه.
المقدم: أما بقية المعاصي الأخرى، بقية المعاصي الأخرى فهي كفارة في الدنيا والآخرة القصاص؟
الشيخ: مثل ما قال الرسول ﷺ: من أدركه الله في الدنيا كان كفارة له، ومن مات على ذلك مستورًا فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه سبحانه وتعالى.
المقدم: جزاكم الله خيرا، هذا يقع على كل المعاصي؟
الشيخ: نعم، كل المعاصي التي أدرك حدها في الدنيا أو تاب منها في الدنيا تغفر له، أما من مات عليها لم يحد ولم يتب هذا أمره إلى الله؛ لقوله : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] سبحانه.
المقدم: بارك الله فيكم، الواقع هذه بشرى إلى أصحاب المعاصي الذين أدركتهم إقامة الحدود في الدنيا، وإذا علموا أن هذا كفارة لذنوبهم لعل الله سبحانه وتعالى أن يهديهم بعد هذا ولا يقترفوا المعاصي مرة أخرى؟
الشيخ: نعم، مثل ما قال النبي ﷺ لما بايع الناس أن لا يشركوا ولا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا، قال بعد هذا: فمن أدركه الله في الدنيا -يعني: بالحد ونحوه- كان كفارة له، ومن لم يقم عليه الحد في الدنيا -يعني: من لم يدرك في الدنيا- فأمره إلى الله سبحانه وتعالى إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه سبحانه.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.