عنوان الفتوى : الحكمة وعدم التعجل في إيقاع الطلاق
أنا شاب عمري 30 سنة متزوج منذ سنة لدي عملي الخاص ومنزل في منطقة ممتازة ولدي سيارة، أنا وأخي وأبي شركتنا كبيرة ونحن نديرها، من دون إطالة أنا رجل كريم على منزلي وغير مقصر لا من الناحية العاطفية ولا الجنسية ولا المالية والحمد لله وأنا أحب زوجتي وزوجتي تحبني في هذا الشهر قدر لنا الله أن نزور حرمه وحرم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وقد أنعم الله علينا بزيارتهما، أما بعد وخلال فترة العمرة وبالطبع كانت معي أختي وأمي وزوجتي وكل واحدة منهن تراقب حركات الأخرى وكان الله في عوني لأنني لا أستطيع أن أصف لك شعوري عندما تخبرني كل واحدة منهن عن تصرفات الأخرى وبالطبع المفروض ورضا الوالدة هو فوق كل شيء وطبعا تصرفات زوجتي هي تصرفات كنة بالنسبة لأمي، وعندما أتكلم مع زوجتي حول تصرفاتها تقول لي بأن تصرفاتها عفوية وهي لا تقصد فيها الإهانة لوالدتي ومن أحد التصرفات التي أغضبت والدتي أن زوجتي أثناء الصلاة تركتها وصلت بعيدة عنها أو قامت وأشربت المرأة الجالسة أمامها ولم تسألها إذا كانت تريد الشراب عند العودة وعندما وصلنا إلى بلدنا وبعد جمعة من الوصول كنت عند أهلي واتصلت بي زوجتي وكنت عند أهلي ولم تطلب مني التكلم مع أمي أو أبي وأثار هذا غضبهما وعندما ذهبت إلى البيت ثار غضبي على زوجتي ولم أكلمها يومها ونمت في غرفة نومنا ونامت هي في غرفة الجلوس وفي اليوم التالي لم نكلم بعضنا أيضا وفي اليوم الذي يليه وهو يوم الجمعة ذهبت إلى صلاة الجمعة وعند عودتي أردت أن أصلح ما بيننا وطلبت منها أن تذهب معي عند أمي وتصلح الأمور بأن تتكلم معها وتنهي الخلاف فرفضت على أنها اعتذرت منها أكثر من مرة خلال العمرة وأخذت ترفع صوتها علي فاقتربت من فمها وأغلقته بيدي فحاولت إمساك يدي فمسكتها من يديها بشدة ليس ضربا وإنما مسكا قاسيا لأكثر من مرة ولم ترض بالذهاب معي أبداً، اغلقت عليها باب البيت وذهبت إلى أهلي وطبعا أغلقت الهاتف حرصا مني كي لا تكلم أمها، ولكن بعد ساعة يتصل والدها علما بأنها من عائلة مرموقة ويقوم بالسب والشتيمة بالكلمات التي لا تقال وأنت أعلم وأخبرنا أنه سيذهب للشرطة ويشتكي علي بإنني حجزت حرية ابنته وضربتها، وفعلا عند وصولي إلى البيت بعد عشرة دقائق رأيت سيارة إطفاء تريد أن تصعد إلى البيت لتنزل ابنته فصعد والدي إلى البيت وفتح لهم الباب وذهب معهم لمخفر الشرطة وحاول إقناعهم بالتنازل عن شكوى ولم يقبلوا وبقيت مطارداً من الشرطة خمسة أيام حتى أسقطت الدعوى لأنها افتراء من والدها وطبعا والدتها معه، سؤالي لكم: زوجتي قبلت بتصرف أهلها، علما بأنني أعلم أنها تحبني وحتى الآن لم تتصل بي وأمي وأبي مصرون على أن الطلاق هو الحل الأمثل ولا بديل عنه بما أنه لا يوجد أبناء ومن الملاحظات التي دائما يوجهونها إلي بأن زوجتك صحيح غير مقصرة من ناحيتك من ناحية منزلها، ولكنها سلالة أي تظهر أنها ممتازة وهي تخطط في الأفق وأيضا يقولون لي إن التي أحضرت لك الشرطة كيف ستكمل حياتك معها من الممكن أن تحرق البيت وتتهمك بمحاولة حرقها وأن أولادك ستربيهم على خطأ أبويها، علماً أن أباها لا يصلي وأمها تصلي قليلا، ملحوظة هامة: إن زوجتي وضعت الحجاب على يدي عند الذهاب للعمرة وهي تقرأ القرآن الكريم كل يوم ولا تنسى فرضا ويوميا أصلي معها العشاء جماعة، أرجو منك النصيحة هل أقوم بتركها وأتزوج غيرها أم أقوم بإصلاح الأمر معها ومع عائلتها عن طريق أعمامها أو أخوالها؟ وأنا شاكر لكم والله ولي التوفيق، وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المشاكل الزوجية والخلافات العائلية لا يخلو منها أسرة ولا شك أن حل تلك المشاكل وإصلاح ذلك الخلل وذاك الشقاق - بما يبقي الأسرة على كيانها ويبعد عنها شبح التشتت والفرقة ما ينجر عن ذلك من الآثار السيئة - هو الأمثل والأفضل، قال الله تعالى بعد أن ذكر النشوز والشقاق وعلاجهما: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء:128}.
ولهذا فإنا ننصح الأخ السائل بمعالجة قضيته هذه بالحكمة, ولا يتعجل بطلاق زوجته ما دامت امرأة صالحة, ولا يغضب والديه ايضاً لما في إغضابهما بلا مبرر من العقوق، فلو يبين لهما حبه لزوجته وصلاحها وأن هذا النوع من النساء قليل ولو طلقها قد لا يجد مثلها، وأن أبغض الحلال إلى الله الطلاق، وأن كل الأمور السابقة التي صدرت منها ومن أهلها لها علاج لربما رضيا وتراجعا عن مطالبتهما بالطلاق، ويتعين أن يستعين في إرضائهما وإرضاء زوجته وأهلها بتوسيط من يراه أهلاً لذلك، علماً بأنه لا يجب عليه أن يطلق إرضاء لوالديه وتلبية لرغبتهما، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 69024، كما أنه يجوز له أن يطلقها بلا كراهة إذا رأى أن طلاقها هو الأصلح.
والله أعلم.