عنوان الفتوى : إثبات صفة العلو لله جل وعلا
أم مجاهد سودانية بدولة الإمارات تسأل أيضًا سؤالًا آخر وتقول فيه: قال زوجي في إحدى خطب الجمعة: إن الله في السماء مستوٍ على العرش، بائن من خلقه، وهو في السماء السابعة، فذهب أحد الناس يستنكر عليه وشنع به، ونطلب من سماحتكم القول الواضح في هذا الموضوع جزاكم الله خيرا؟ play max volume
الجواب: قد أحسن زوجك فيما قال، وأصاب الحق فيما قال، فالله فوق العرش فوق جميع السماوات، وفوق جميع الخلق، كما قال : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] والاستواء معناه: العلو والارتفاع، يعني: ثم علا على العرش وارتفع عليه ، فهو فوق العرش وعلمه في كل مكان عند أهل السنة والجماعة، وهذا هو الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعلى رأسهم نبينا وإمامنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وهو قول أصحاب النبي جميعًا ، كلهم درجوا على أن الله في العلو فوق العرش فوق جميع الخلق، وعلمه في كل مكان سبحانه وتعالى، كما قال جل وعلا: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [غافر:12] وقال: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] فله العلو الكامل ، من جميع الوجوه: علو الذات، وعلو القدر والشرف، وعلو السلطان والقهر ، وهو فوق العرش فوق جميع الخلق، استوى على العرش استواءً يليق بجلاله وعظمته، كما قال سبحانه: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] قال هذا في سبعة مواضع من كتابه العظيم، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة الإيمان بذلك، والإمرار للصفات كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وإنكار الاستواء من مذهب الجهمية ، مذهب أهل البدع، فالواجب على أهل الإسلام ذكورًا وإناثًا أن يؤمنوا بذلك كما جاء في القرآن العظيم، وأن يسيروا على نهج أهل السنة في إثبات علو الله فوق جميع الخلق فوق السماء السابعة فوق جميع الخلق، فوق العرش، فإن العرش فوق السماء السابعة، فوق السماء السابعة الكرسي، ثم هناك بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماوات والأرض ثم بعد ذلك العرش، فالعرش فوق الماء، والعرش هو سقف المخلوقات وهو أعلاها، والله فوق العرش فوق جميع الخلق جل وعلا، ولهذا قال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54] وقال : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] وقال: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا [الفرقان:59] في آيات سبع كلها دالة على علوه، وفوقيته واستوائه على العرش ، فالذي أنكر على زوجك هو الذي قد أخطأ وغلط ووافق أهل البدع وخالف أهل السنة، وأما زوجك في إخباره بأن الله فوق العرش فوق السماء فوق جميع الخلق فقد أصاب، ووافق أهل السنة، ووافق الكتاب والسنة، وخالف أهل البدع.
فنسأل الله لنا ولكم ولزوجك ولجميع المسلمين التوفيق والهداية والاستقامة على الحق.