عنوان الفتوى : الاتهام بالسحر بدون بينة لا يجوز
السحر والشعوذة مشكلتي مع أولاد زوجي الثلاثة أكبرهم عمره 18 سنة وأصغرهم 14 سنة ، بأن كل ما يدور في بيتي يتم إطلاع والدتهم عليه سواء كان الشيء حسنا أو سيئا ، وسواء كنت متراضية مع زوجي أو في خلاف . حتى الأكل يتم إخبارها بما لدينا . بالإضافة إلى الزيارات والأماكن التي نذهب إليها. كما أن الولد ذو 18 سنة من الأشخاص المحبين للخلاف بيني وبين أبيه. ويوم أن يكتشف بأننا متخاصمان يفرح والبسمة بعرض وجهه ويأخذ بالغناء والطرب، وإذا علم بعودة الأمور إلى طبيعتها انقلب حاله وانعزل عن أفراد الأسرة وانطوى في غرفته ومنها يقرر العودة إلى أمه بحجة أنها وحيدة ولا يوجد أي أحد يعاونها. أو بحجة أن يؤدي لها بعض الأمور الخاصة بها . فقبل استقراري في بيت الزوجية كان الولد مرتاحا من ناحيتي وكل أسراره عندي، ولكن فجأة انقلب حاله عندما ذهب إلى والدته وبقي عندها فترة الشهرين ليعود على غير عادته أو طباعه. فلحظة نجده طبيعيا معي ومع أبيه ولحظة ينقلب أمره. حتى وصل الأمر أن يريد أن يطرد إخوانه من البيت بحجة أنهم يعبثون بأغراضه، وان لديه أسرارا لا يحب أن يطلع عليها أحد. المشكلة التي أود الاستفسار عنها هو أنني قبل أيام وأثناء ترتيبي لغرفة الابن الأكبر - اكتشفت وجود زيت زيتون في علبة شفافة بلاستيك ولونه داكن جدا - موضوع داخل إحدى الأدرج الخاصة به . طبعا الولد من النوع الذي يمشي على الموضة من كريمات وجـل للشعر وتسريحة، وليس من هوايته وضع زيت الزيتون على شعره للعلاج مثلا. الأمر الذي شككني أكثر وجود حجاب ( غطاء رأس صلاة ) بقياس طفلة في غرفة الولد مشكوك بدبوس. وأنا لم انعم حاليا بأطفال . طبعا أخبرت زوجي ( أبو الأولاد ) بالأمر وطلب مني أن أرمي الحجاب خارج البيت وأخبرني بأن الأم كانت هوايتها السحر وسبق أن قامت بعمل سحر له قبل 17 سنة عن طريق استخدام سحر القبور. إلا أنه أفاد بأنه يستحيل أن يتم عمل أي ( شعوذة / سحر ) بزيت الزيتون. علما بأن زوجي تعرض عدة مرات للوقوع في البيت وكانت الإصابات شبه ضارة آخرها قبل أيام بأن انزلق من مكان بجانب باب غرفة نوم الولد . وأخرى وقع من إحدى كراسي الطعام المقابلة لغرفة نوم الولد نفسه . الأمر الذي جعلني اشك بالأمر وبالأحداث التي جرت في بيتي. وحسب علمي بأنه بإمكان أصحاب السوء استخدام أي شيء للضرر بالشخص المطلوب إيذاؤه سواء ماء أو أثر أو رائحة أو حتى ملابس أو شعر . ولله الحمد ،،، مسلمة أتعبد ربي وأقرأ القران وأختمه في شهر رمضان الفضيل مرتين أو قدر المستطاع ، وأقوم بالزكاة عني وعن أفراد أسرتي المكونة من الأم وإخواني وأخواتي ، ولا أحب أهل النفاق أو معشر الضرر أو الإساءة لأي شخص يحاول المضرة لي . فمن طبعي أن أمهله 3 مرات لعل وعسى أن يعود إلى صوابه ويكتشف خطأه. إلا إذا لم يحدث هذا أواجه الشخص بأفعاله وأكون متشددة معه وصارمة معه بالمقاطعة، حتى أتجنب شره وإيذاءه. فأرجو إفادتي بالله عليكم عن موضوع الحجاب وزيت الزيتون .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أولا أن الأصل في المسلم السلامة فلا يجوز أن يتهم بفعل السحر أو نحوه من غير بينة؛ لأن ذلك من سوء الظن، وقد قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12} ووجود زيت الزيتون ونحوه مما ذكر لا يدل على أن هذا الابن قد فعل سحرا, ثم إن عدم الإنجاب وما يصيب المرء من مصائب ليس بلازم أن يكون بسبب السحر, إذ قد تكون لأسباب أُخَر أو مجرد ابتلاء من الله تعالى يعظم به الأجر بالاحتساب والصبر. وتراجع الفتوى رقم:51247 وإذا غلب على ظن أحد أنه مصاب بسبب السحر فيشرع له أن يطلب العلاج بالرقى الشرعية. وتراجع الفتوى رقم:5252 .
وإن كان حال ابن زوجك الأكبر هذا على ما ذكرت من نقله لأسرار بيتك وحبه للشقاق بينك وبين أبيه فالواجب أن ينصح بالانتهاء عن ذلك فإن فعل فالحمدلله, وإلا فالواجب على أبيه ردعه وزجره ولو بطرده من البيت إن اقتضى الأمر ذلك, ونذكر بأنه ينبغي الإكثار من الدعاء بالهداية والصلاح, ولا سيما من قبل والده فإن دعوة الوالد لولده مستجابة. روى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد, ودعوة المسافر, ودعوة المظلوم .
والله أعلم.