عنوان الفتوى : حكم الوصية بالدفن في مكان معين
إذا أوصى الإنسان في حياته بأن يدفن في مكان مخصص فهل تنفذ هذه الوصية، يعني: عند الوفاة يدفن في المكان الذي اختاره قبرًا له؟ play max volume
الجواب: إن كانت البقعة مناسبة كأن يقول: في مقابر المسلمين، أو مع الجماعة في مقبرة الجماعة فلا بأس، أما أن يوصي بمحل خاص في بيته، أو في محل آخر فردًا دون الناس فلا، لا تنفذ له الوصية؛ لأن في بيته خلاف المشروع، وهو وسيلة إلى أن يمتهن أو يغلى فيه، وفي مكان آخر وحده قد يمتهن أو يغلى فيه، ولكن يدفن مع المسلمين في بلاده.
وإن أوصى بنقله إلى بلاد أخرى فلا يجب التنفيذ لما فيه من الكلفة وعدم الحاجة وعدم المشروعية، بل يدفن في مقبرة بلاده إذا كان في مقبرة للمسلمين يدفن معهم، ولا حاجة إلى نقله إلى محل يكلف مئونة.
أو يكون في نقله إليه محظور آخر كأن يدفن مع أناس معروفين بالبدعة أو معروفين بالكفر والشر لا يدفن معهم، نقله إلى مقابر المسلمين معروفة في بلده يكفي والحمد لله، ولا حاجة إلى أن يتكلف الورثة نقله إلى بلاد أخرى. نعم.
المقدم: في بعض المناطق -سماحة الشيخ- المقابر تمتهن فهي مكان للطرقات وعليها تمر الحيوانات وليس لها صيانة، وليس عليها أسوار ولا ما يشبه ذلك، إذا أوصى الإنسان بأن يدفن بعيدًا عن مثل هذه المقابر كأن يدفن في مزرعة بعيدة عن الطرقات مثلًا، فما رأيكم في مثل هذا؟
الشيخ: إن تيسر مقبرة يدفن في المقبرة مقبرة المسلمين، أما إذا كان في بر أو في مزرعة بعيدة عن الناس فيدفن في محل خاص من أطراف المقبرة هو ومن يموت من جماعته ومن حوله يقبر حول مزرعة فيكون بعيدًا عن الامتهان، ويكون معروف، يكون قبرًا بارز معروف على طريقة القبور هذا لا بأس به، أما يجعل في مكان يمتهن بالمياه أو بالوطء عليه أو ما أشبه ذلك فلا، لكن متى وجدت مقبرة قريبة منهم نقل إليها، حتى لا يمتهن.
المقدم: إذًا إذا طلب الإنسان وهو في حياته أن يكون بعيد عن مثل هذه المقابر فهو محق؟
الشيخ: أي مقابر؟
المقدم: هذه المقابر التي تمتهن وهي طرقات...
الشيخ: إذا وجد مقبرة غير ممتهنة يدفن فيها، والواجب على أهل البلد أن يصونوا مقابرهم، أن يصونوها بالجدار، أو بشبك من الشوك، أو بشبك من الحديد، أو غيره حتى لا تمتهن، والحكومة وفقها الله قد عمدت البلديات هنا بصيانة المقابر، وهي تصان إذا كتب إليهم في هذا وذكروا صانوها والحمد لله، وإذا تساعد أهل البلد وتعاونوا ولم يحتاجوا لحكومة فهذا خير وأفضل.
المقدم: بارك الله فيكم.