عنوان الفتوى : العرس الإسلامي لا يجمل بالمعازف
بسم الله الرحمن الرحيم: أود عرض قضيتي عليكم دون إطالة بإذن الله، والله الموفق، إذا كان لدى أحدكم حل أو اقتراح فليجزكم الله خيراً. لي أخت في الله متدينة ملتزمة – الله يرضى عنها- وقد اقترب موعد زفافها وهي وخطيبها في مشكلة، وخطيبها أيضاً بارك الله فيه وأكرمه وأعزه كما يحب الله ويرضى، مشكلتهم: هي حفل الزفاف. طبعاً قررا أن يكون حفل الزفاف ديني أو إسلامي "كما يسميه الناس الآن" ولكن الخطيب يرفض الموسيقى بكل أشكالها حتى لو ترافقت مع أكثر الكلام تديناً، إنه غير مستعد لقبول فكرة أخرى في الموضوع، أما الخطيبة فتأخذ بالحكم الأقل تشدداً باستخدام الموسيقى في الأناشيد خاصة مع عدم توفر بدائل بحسب علمها، ولا زالت تبحث عن شيء لا يرافقه موسيقى (ما عدا الدف) حتى يرضى الطرفان ولكنها وللأسف لم تجد. وفكرة الخطيبة أنها تريد أن تشجع جميع الشباب كي يقتنعوا بأن العرس الإسلامي ممكن أن يكون طبعاً جميل وتشجع غيرها على ذلك – الله يجزيها الخير_ وتخشى أن يكون غير مشجع بغير الموسيقى لها وللموجودين ولمن يفكر بالعرس الإسلامي. هذه هي الحالة وليست مشكلة إن شاء الله، فأخواي الاثنان بمنّ الله وكرمه لن يختلفا أبداً ما دام رضا الله غايتهم الأولى والأخيرة. أعينــونا الله يكرمكم، والله الموفق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام هدف هذه المرأة وخاطبها رضا الله تعالى فلا ينبغي أن يحدث بينهما خلاف، وذلك لأن مرجع المؤمنين عند الخلاف هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا {النساء:59}
وقد سبق لنا بالفتوى رقم: 987، بيان أنواع الغناء وحكم كل نوع، وبيان أن الغناء الذي تصحبه المعازف لا يجوز، وإباحة الضرب بالدف في الأعراس والأعياد فلتراجع الفتوى، ولا يجوز الالتفات إلى بعض الفتاوى التي تبيح استخدام المعازف فلا قول لأحد مهما علت منزلته في العلم مع قول الله ورسوله. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الحجرات:1} وتراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 51990.
ولا يجوز أن يقال في هذا الحكم الذي قضى فيه الشرع بالتحريم أنه تشدد لأن ما جاء به الشرع سهل وميسور وإن كان فيه شدة في مخالفته أهواء بعض الناس، ثم إن سماحة الدين وإثباتها للناس لا تكون بما جاء الشرع بالنهي عنه ولو اتبعت في ذلك أهواء الخلق لم ينضبط الأمر ولكانت الفوضى والفساد. قال تعالى: وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ.{المؤمنون:71}
ثم إن الأناشيد الإسلامية الطيبة التي تدعو إلى الخير والفضيلة والخالية من الدعوة إلى الفحش والرذيلة متوفرة وقد لا تكون هنالك صعوبة في تحصيلها، وفي موقعنا الشبكة الإسلامية محور خاص بها ضمن قسم صوتيات ومرئيات، وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 2351.
وننبه إلى أن إثبات جمال العرس الإسلامي لا يكون بفعل ما يحرم شرعا، بل وليس محصورا في مجرد الإتيان بالأناشيد الإسلامية ونحو ذلك إذ من الممكن ابتكار وسائل مشروعة تجلب الفرح وتدخل السرور على الناس، والأصل في الوسائل الإباحة حتى يرد ما يمنع منها شرعا.
والله أعلم.