عنوان الفتوى : انصراف الخاطب قد يكون وراءه خير كبير
مشكلتي هي أني قد تعلقت بخطيبي السابق وأفكر فيه كل يوم بعد أن افترقنا والأسباب كانت تافهة جداً وهذا ما يؤلمني، حاولت أن أصلح الأمور من طرفي، ولكنه عنيد وليس صاحب قرار وأشعر أنه لئيم وحقود، ألا أن ألمي أنه من المواصفات التي أريدها، فهو ابن عائلة متعلم يصلي ولكنه ليس متدينا يعني لا يتقي الله في معاملتي كخطيبة كل شيء في حياته أمه هي التي تقرر كل شيء، حاولت أن أزحف إلى حياته بهدوء طلبت منه منذ بداية خطبتنا أن نكون صديقين متحابين كان يأخذ المسألة بمسخرة واستهزاء حاولت كثيراً أن أشعره أنه مهم جداً في حياتي وأنه شريك حياتي المشكلة أنه يريد امرأة لتلبي له فقط رغباته، فقد كان كل تفكيره وكلامه معي وما يسيطر على تفكيره ليس بناء البيت وتأسيس حياة وإنما الرغبة والجنس، أعلم أنه من حقه وكنت أبادله المحبة في ذلك، ولكني كنت أقول له إنه ليس كل شيء بين الزوجين وإنما التفاهم والاتفاق في كل شيء، المشكلة أننا كنا نتفق على كل شيء ثم يحضر بعدها بأربعة أيام وينقض ما قاله، شخصية متضعضعة غير واثق من نفسه يحب النوم لا ينجز شيئا متقلب المزاج ولا يستطيع أن يأخذ قرارا بل ممنوع منه أن يأخذ القرار، شعرت صراحة قبل الخطوبة بهذه الصفات، ولكني قلت إنه هادىء بطبعه ومتعلم، ولكنه لم يحدث أن تفاهمنا على شيء، هو يحب يقول كن فيكون قال لي إنه يرى المراة وعاء جنسيا لا يأخذ برأيي جرحني كلامه، وكان منذ أن خطبنا لم يشعرني أنه منسجم معي وأني شريكة حياته، فعندما أسأله عن البيت أو أين نعمل العرس كان يجاوبني أنه ليس من شأني فهو ذو طباع صعبة فهو صعب التعامل يأخذ كل كلمة بمعنى سلبي عسر وكنت أشعر أنه لا يتوكل على الله في أموره حيث إنه كان يحسب كل شيء يعقد كل خطوة نريد أن نخطوها، ترك في نفسي سلبية اتجاهه، فبالرغم أننا كنا متوافقين من حيث التعليم والعائلة والتدين وحتى العاطفة اتجاه بعضنا إلا أنه بعد أن ينهي ملاطفته ينقلب ويتغير ويغيب أربعة أو خمسة أيام عندما يسافر لا يسأل عني ويكتفي ويقول والدتي اتصلت بكِ، وكان دائما في كل خلاف بيني وبينه يقول لي لم لا تتكلمين مع والدتي وتزوريها، الصحيح أني لم أكن أحب زيارتها لأنها متسلطة ومتحكمة وتأخذ كل كلمة بنية سيئة، ولم أكن أريد أن تزداد المشاكل بيني وبينه، إلا أنه دائما يخلق المشاكل على أبسط كلمة حتى وصلنا أننا نريد أن نستأجر شقة أخذته لأريه شقة ممتازة وبسعر مناسب له فحاول ودائما أن يخلق بها عيوبا كثيرة، علما بأنها حديثة البناء فقط لأنني اخترتها إلى أن اختارت والدته شقة وبنفس سعر الشقة التي اخترتها فوافق على الفور، أما أنا فكان موقفي أني كنت موافقة مبدئيا عليها إلا أنه أغاظني أنه أشعرني أن رأيي ليس مهما وأن ما تقوله أمه هو الكل في الكل، حزنت كثيراً ولم أعطه موافقتي المباشرة عليه ونحن في طريق العودة بدأ بالصراخ علي وقطعني ولم يتحدث معي اتصلت به بعد عدة أيام ألا أنه تحدث معي بصلافة وشدة فقد كان يستهوي ان يجرحني ولم نتحدث لمدة أسبوعين حتى وفاة عمي فقد حضر أهله لتعزية أهلي، ولكنه لم يتصل ليعزيني حاولت بعد المهاتفة أن أتصل بأحد كواسطة إلا أن الأمور ازدادت سوءا فأرسلت له مسج لغاية ترطيب الوضع إلا أنه لم يرد ودام الفراق شهرا، أخيراً اتصل أخي به وقام بتجريحي بالكلام وبصفات هي ليست بي، علما بأنه كان في فترة الخطبة يشعرني أنه لا يصدقني ولا يأخذ برأيي انفصلنا بعد كلامه الجارح لي وأنا وبصدق قلت له بعض الصفات التي كانت السبب في جعلي اغتاظ منه عند اختيار الشقة، أحب أن أقول أني لم أفتعل أي مشكلة معه خلال الفترة، وإنما كنت غاضبة منه لأنه يشعرني أني لست مهمة في حياته وهذه المرة الأولى التي نكدت بها عليه إلا أنه لم يغفرها لي رغم أنني غفرت له الكثير، المشكلة أني تعلقت به فكنا متفقين عاطفيا ألا أنه كان دائما يطلع بي صفات سيئة بهدف أن يتحكم بي ويسيطر هو ووالدته علي وأنا كنت أرفض ذلك لأني أحب أن يقنعني بالشيء، وهو يرفض المهم أنه بعد الانفصال أشعر أني تعيسة جداً وحزينة ومهمومة وأن القطار قد فاتني وأني أضعت على نفسي فرصة جيدة أبكي كل يوم لا أعرف ماذا أفعل، أنا متوكلة على الله، وأعلم أنه بالدعاء والصبر الله يسير الأمور أشعر أنه ظلمني وجرحني أني أحسب الله عليه وعلى والدته، فهي كانت تعبي رأسه ضدي لا أعلم لماذا، كنت معها ودودة ولم أجرحها بشيء، لكنها كانت تريد أن تسيطر وفشلت فأرادات أن تهدم ما تبقى بيننا من ود لا أعلم كيف أعالج الانهيار النفسي الذي أشعر به ألوم نفسي أنني السبب يا ليتني وافقت على الشقة، ولكن لا أعلم كيف غضبت، علما بأنه كان بسكوت وهدوء إلا أنهم قاسون جداً حاولت أن أصلح الوضع ولكنهم كانوا قساة أشعر بالوحدة وأشعر أن أسلوبي كان خطأ فهو قال لأخي إن أسلوبي كان خطأ، ولكنه الموقف الوحيد ولم يغفروه لي أنا أعترف بخطئي، ولكنه لم يكن خطأ فادحا مقابل أخطائه الكبيرة معي، أشعر بأني بحاجة له فهو جيد بعيد عن والدته وسيطرتها كيف أعالج؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى الأخت أن تتوب إلى الله من جميع الذنوب، ومنها علاقتها مع ذلك الشاب، وذلك أن الخطوبة لا تحل لها الخلوة به ولا الانبساط معه في الكلام والذهاب والإياب ونحو ذلك.
ونوصيها بتقوى الله عز وجل فإنه من يتق الله يجعل له مخرجاً، وننصحها بالتوجه إلى الله عز وجل وتفويض الأمر إليه والالتجاء إليه سبحانه وتعالى في تيسير أمرها، ولتعلم أن صدود هذا الخاطب عنها ورفضه إياها قد يكون فيه الخير لها، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وأخلاقه التي ذكرت بعضها وسرعة انفعاله وكل ذلك لا يشجع على الارتباط به في حياة زوجية يراد منها أن تطول في جو من الحب والسعادة والوئام.
وينبغي للأخت أن لا تيأس من رحمة الله وفضله، فإن فضله عظيم، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، فلتسأله ولتدعه أن ييسر لها زوجهاً صالحاً وأن يخلف عليها خيرا من هذا الشاب، سائلين الله تعالى أن ييسر للأخت أمرها, وأن يرزقها زوجاً صالحاً تقر عينها به.
والله أعلم.