عنوان الفتوى : أمور تفعل للوقاية من موت الجنين
أنا أطلب العون ليهدأ بالي، كنت حاملا وأنا في الشهر الثامن توفي الجنين في بطني وحزنت كثيرا لأنه لدي 3بنات وكان المولود ذكرا ولم يعرف أحد من الأطباء سببا للوفاة غير أنه مجهول السبب لأنه لا سبب علميا لحدوث ذلك، وأنا أؤمن بأن ذلك قدري من الله وأعرف أنه لو اجتمع الكون على شيء لمضرتي لن يضروني إلا بشيئ قد قدره الله لي، لكن أنا عندما أحمل تأتي إلي امراة في المنام تريد أن تضر حملي فتركلني ليموت الجنين أول حمل لي قلت هذا مجرد حلم فنزل الحمل وأنا في الشهر الثالث وفي الحمل الثاني عاودتني فقيل لي هذه قرينة أو تابعة فذهبت وكتبت عند أحدهم آيات قرآنية وتم الحمل وفي كل حمل تأتي وكنت أكتب ولكن هذه المرة حملت وكنت بعيدة عن أهلي وكانت تأتي وقلت أنا سأتكل على رب العالمين وهذه كلها مجرد أوهام وفرحت عندما تجاوزت الشهر الثالث لأنه كما سمعت هي تقتل الجنين في هذه الفترة واستمرت تأتي في الحلم وأنا أدفعها عني إلى أن وصلت للشهر الثامن ومن دون أن يحصل أي شيء توقفت حركة الجنين وذهبت للطبيب وقال لي إن الجنين مات ، وأنا الآن لا أعرف هل أصدق أن القرينة التي معي هي من قتله أعرف أنه حكم رب العالمين هل أذهب وأكتب إذا حملت وأنا أخاف أن يكون ما أفعله شرك بالله، أرجوك أرح بالي لقد كنت فرحة بهذا الولد وأنت تعرف 3بنات وأريد لهم أخا لكن فجاة تدمرت فرحتي إن لم أقل حياتي كلها وطباعي كلها تغيرت وأنا أصلي وأقرأ القرآن بحمد الله ولكن لا أستطيع أن أنسى فرحتي الكبيرة جدا التي حرمت منها ولا يمر يوم إلا ودموعي على وجهي وأدعو الله أن يؤجرني في مصيبتي ويرزقني خيرا منها شكرا لقراءتك رسالتي وأرجو أن تفيدني ما أفعل لكي لا يكون ما أفعل شركا بالله، وكيف أقي نفسي من هذه التابعة إن كان هذا صحيحا، فاسألوا أهل الذكر فأنا لا أعرف طريق الهداية ليهدأ بالي، ولكم كل الشكر والامتنان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنه ما من مصيبة تصيب المرء إلا وهي بتقديرالله تعالى يبتلي بها عباده، قال تعالى : مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {الحديد : 22 } وقال سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ { التغابن :11 } قال قتادة رحمه الله: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم . وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم :19686 ، فالذي نوصيك به الاستمرار في استحضار الإيمان بالقدر ، فهو من أفضل ما تتسلى به نفسك في مثل هذا الحال، وهو أيضا من خير ما يعينك على الصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، وتراجع الفتوى رقم : 5249 ، واعلمي أن اختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه فلا تجزعي ولا يعظم حزنك على ما فاتك فالله عزوجل قادر على أن يعوضك خيرا منه، فأحسني الظن بالله وأعظمي الأمل والرجاء فيما عنده، فما عند الله خير، وينبغي أن تستمري في بذل الأسباب للوقاية من المكروه مع الاستعانة بالله، روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز . ومن أعظم هذه الأسباب الإكثار من الدعاء، وراجعي في فضل الدعاء الفتوى رقم : 1044 ، ومن هذه الأسباب أيضا الرقية الشرعية، والرقية الشرعية نافعة على كل حال، وراجعي الفتوى رقم: 4310 ، وحافظي على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وأذكار دخول الخلاء والخروج منه ، والواجب الحذر من إتيان الدجالين وما ذكرت من كتابة الآيات القرآنية فإن كنت تقصدين بها التمائم التي تعلق فراجعي في حكمها الفتوى رقم :4137 ، ثم إنه لا بد من الاستمرار في مراجعة أهل الخبرة والاختصاص من الأطباء فقد يكون السبب مجرد مرض عضوي ، وما يخفى على بعض الأطباء قد يعرفه البعض الآخر .
والله أعلم .