عنوان الفتوى : القدر المجزئ من السجود وما تدرك به الصلاة
هل ارتفاع أصبع من الأصابع عن الأرض أثناء السجود يبطل الصلاة أو ارتفاع الأنف وعدم ملاصقته للأرض وأن كان لمدة لا تقل عن ثانية خاصة إن كنت قد أدركت ركعة قبل خروج الوقت فهذا يعني أن الإعادة ستخرج الصلاة من وقتها، وهل الارتفاع من السجدة الثانية في الركعة الأولي يعني أني أدركت ركعة قبل خروج الوقت أم علي البدء في قراءة الفاتحة للركعة الثانية حتى أكون قد أدركعت ركعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسنة أن يسجد المصلي على سبعة أعضاء لقوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم الجبهة وأشار بيده إلى أنفه، واليدين والركبتين وأطراف القدمين. متفق عليه من حديث ابن عباس، وعلى هذا اتفق العلماء، إلا أنهم اختلفوا هل وضعها كلها شرط لصحة السجود أم لا؟ والراجح أنه لا بد من وضع الأعضاء السبعة كلها بقدر أقل الطمأنينة، وهو قول سبحان الله، ويجزئ وضع جزء من كل عضو، والمعتبر من أعضاء الوجه هو الجبهة لا الأنف، فلو وضع الأنف وحده لم يجزئ.
أما لو وضع من كل يد ورجل أصبعاً واحدة كفى، وعليه فإذا وضع جميع أعضائه أو بعضاً من كل عضو بقدر سبحان الله ثم رفع واحداً منها قبل الباقي حال السجود ثم ردها أو لم يردها فلا حرج عليه وسجوده صحيح.
وأما إدراك الركعة من الصلاة فهو فعل ركعة منفرداً قبل خروج الوقت أو إدراك الركوع مع الإمام والاطمئنان معه بقدر سبحان الله في الركوع ثم الإتيان ببقية الركعة، وتتم الركعة برفع الرأس من السجدة الثانية، وإن لم يصل المصلي إلى حد تجزئ فيه القراءة كما في حاشية الجمل على فتح الوهاب لزكريا الأنصاري الشافعي.
والله أعلم.