عنوان الفتوى : تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ...)

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أرجو لو تكرمتم تفسير قول الله سبحانه وتعالى من سورة النازعات وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40-41]، وما هي الأمور التي تنهى النفس عن الهوى؟ وهل يكون عمل المرأة من هذه الأمور التي يجب نهي النفس عنها في حالة عدم احتياج المرأة للعمل مادياً؟ أرجو إفادتي مأجورين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الجواب: الآية عظيمة ومعناها واضح، يقول سبحانه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى[النازعات:40-41]، قبلها قوله سبحانه: فَأَمَّا مَنْ طَغَى ۝ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ۝ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ۝ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ [النازعات:37-40] يعني: خاف مقامه بين يدي الله فلهذا نهى نفسه عن هواها يعني: هواها المحرم، (ونهى النفس عن الهوى) (أل) بدل المضاف إليه، يعني: عن هواها الذي حرم الله عليها، فهذا هو الذي له الجنة والكرامة، فإن النفس قد تميل إلى الزنا، قد تميل إلى الخمر، قد تميل إلى الربا، قد تميل إلى ظلم الناس، قد تميل إلى أشياء أخرى مما حرمها الله وتهوى ذلك لأسباب، فإذا وفق الله المؤمن أو المؤمنة لمحاربة هذا الهوى ومخالفته وعدم الانصياع إليه صار هذا من أسباب دخول الجنة، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى [النازعات:40] يعني: خاف وقوفه بين يدي الله؛ فلهذا نهى نفسه عن هواها، يعني: زجرها عن هواها، وخالفها وألزمها بالحق وكبح جماحها حتى لا تقع فيما حرم الله من الزنا أو شرب المسكر أو تعاطي الربا، أو الغيبة أو النميمة أو العقوق للوالدين، أو قطيعة الرحم، أو ظلم الناس في أموالهم ودمائهم وأعراضهم إلى غير هذا، هذا الذي نهى نفسه عن هواها وألزمها بالحق خوفًا من الله وطلباً لمرضاته له الجنة والكرامة، الله المستعان.
المقدم: تسأل أختنا تقول: عمل المرأة إذا لم تكن محتاجة للمادة هل يعد من الهوى أو لا؟
الشيخ: عملها لا يعد من الهوى إذا كان عملاً شريفاً سليماً بين النساء الذي ليس فيه خلطة بالرجال، وليس فيه إسفار لها عن محاسنها وإنما تعمل عملاً مباحاً بين أخواتها النساء ليس فيه ظلم ولا عدوان ولا ارتكاب محرم، وزوجها راض إن كان لها زوج فلا بأس ليس فيه شيء، ليس هذا من الهوى، فالعمل يختلف؛ فإن كان في معاصي الله وجب تركه، وإن كان عملًا يفضي بها إلى الاختلاط مع الرجال وإظهار محاسنها للرجال كان أيضاً منكراً يجب منع النفس عن هواها في هذا، أما إذا كان عملًا مباحاً أو شرعيًا بين أخواتها فلا بأس، مثل مدرسة للبنات، مثل ممرضة للنساء، مثل طبيبة للنساء، لا بأس في هذا ولا حرج والحمد لله. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، وإن لم تكن محتاجة للمادة كما تعلمون؟
الشيخ: ولو كانت غير محتاجة تأخذ المال لزيادة ثروتها أو للصدقة به أو لغير هذا من الأسباب الحسنة.
المقدم: طيب، المهم الشروط التي تفضلتم بذكرها؟
الشيخ: نعم، نعم.