عنوان الفتوى : من أدب المريض وما يقوله من ابتلي بالهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

منذ أربع سنوات ونصف بدأت حياتي فى التدهور فتصيبني الأمراض وعندما أذهب إلى الطبيب يقول لي إن مرضك هذا يمثل لغزا لنا ولا نعرف ما هو هذا المرض، ومرضا آخر يسميه كل طبيب أسما مختلفا عن الطبيب الآخر، ويعالج الدواء المرض لفترة قصيرة ثم يعود المرض ثانية، هذا بالإضافة الى مقدار الهم والغم والانقباض الذى يلازمني طول الوقت؛ مما قلب حياتي رأسا على عقب، فلا أستطيع النوم الكافي، ولا استطيع القيام بأي عمل، فما هي هذه الحالة، ولاعتقادى بأن حالتي هى عين أو حسد فإنني أصبحت أعطي أهتماما كبيراً جداً للعين والحسد وأخافهما في حياتي، فهل هذا الاهتمام والخوف فيهما مخالفة شرعية، وما هو الحل لحالتي؟ وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرت أنه قد أصابك من الغم والانقباض الذي قلت إنه يلازمك طول الوقت فإن له علاجاً من السنة يمكنك أن تستعين به، وهو ما رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً. قال فقيل يا رسول الله: ألا نتعلمها، فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.

وبالنسبة للأمراض التي ذكرت أنها تمثل لغزاً عند الأطباء، ويختلفون في تسميتها، ولم تجد نفعاً للأدوية التي تأخذها لها، فنريد أن نبين لك فيها عدة أمور:

1- أن أكثر الناس يعانون من أمراض قد تكون أشد بكثير من هذه الأمراض التي تشكو منها أنت، فلا تحزن ولا تقلق.

2- أن لكل مرض دواء، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. رواه البخاري. ولأبي داود والترمذي عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: ألا نتداوى يا رسول الله؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم.

3- أن تعلم أن خير الأدوية وأنفعها الدعاء، قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وعلى الداعي أن لا يغفل عن قوله تعالى: فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي.

4- أن ما ذكرته من الابتلاء تكفر عنك به الخطايا وتمحى السيئات، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هم، ولا حزن، ولا وصب ولا نصب، ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه مسلم. فعليك -أيها الأخ الكريم- بالرضا والتسليم والصبر لتفوز بهذا الخير الكثير.

والله أعلم.