عنوان الفتوى : نشوء البنت على التبرج والسفور مسئولية من؟
سؤالي جزاكم الله خيراً هو هل الوالدان يحاسبان إذا نشأت البنت على عدم ارتداء الحجاب أم هي التي تحاسب فقط على عدم تحجبها، وأتمنى أن تزودونا ببعض النصائح للتي لا ترتدي الحجاب لأنها غير مقتنعة بالحجاب إطلاقاً والأخرى تقول بأنها ستلتزم بالحجاب بعد أن تتزوج؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله عز وجل قد استرعى الوالدين أولادهما وكلفهما القيام بتعليمهم وتأديبهم، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم:6}، قال علي رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: علموهم وأدبوهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤوله عن رعيتها... الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وفي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الآباء والأمهات بأمر أبنائهم بالصلاة لسبع، وضربهم عليها لعشر, وألحق بها العلماء الصيام، وهذا ليتعود الأبناء على القيام بالواجبات والكف عن المحرمات، ومن خلال ما سبق يتبين أن الوالدين إذا قصرا في أمر أبنائهم بالواجبات ومنها الحجاب، ونهيهم عن المحرمات ومنها التبرج والسفور، فإنهما يكونان مقصرين في تربية أبنائهم، وأما الأولاد فلا يحاسبون على ما فرطوا في ذلك قبل البلوغ، وأما بعد البلوغ فالمسؤولية تقع عليهم، ولا يبقى على الوالدين إلا النصح والتوجيه، ولا تزر وازرة وزر أخرى، ونحيلك على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 43905، 6615.
ففيها توجيه لمن لا تتحجب بحجة عدم الاقتناع، ولمن لا تريد الحجاب إلا بعد الزواج.
والله أعلم.