عنوان الفتوى : الآثار الناجمة عن ممارسة العادة السرية معدومة في الجماع
عندى استفسار : ما هو الفرق بين العادة السرية والجماع ، علما بأن كلا منهما يحدث احتكاكا ثم ذروة ثم قذفا ، ولماذا العادة السرية مضرة والجماع ليس مضرا ؟ شكرا وأرجو الإجابة مستفيضة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أغلب الآثار الناجمة عن العادة السرية هي آثار نفسية، ولا نعني بذلك أن العادة السرية ليس لها تأثير على الناحية الجسمية، ولكن أضرارها النفسية أعمّ وأخطر، وتأثيرها على الناحية الجسمية أو القدرة الجنسية يأتي بصورة غير مباشرة من خلال تأثيرها على الحالة النفسية؛ بما تسببه من شعور بالذنب، والإحباط، والعجز أمام هذه العادة، وفقدان الثقة بالنفس ، أما تأثيرها المباشر على الجسم فمختلف فيه؛ فنحن لو قارَنَّا مَن يمارس العادة السرية مرات عديدة بمن يُسرف في جماع زوجته من الناحية المادية؛ فلن نجد فارقا يُذكر؛ فكلاهما يفقد كمية من السائل المنوي. أما عن الناحية النفسية؛ فهناك فارق كبير؛ فمن يجامع زوجته يشعر بعد الجماع بارتياح نفسي، والإشباع الكامل لغريزته، وهذا يعطيه نوعا من الثقة بالنفس؛ وحينها فإنه ينسى كل الإجهاد البدني الذي يرافق هذا الجماع. فهذا هو السلوك القويم لإشباع الغريزة والذي يتماشى مع الفطرة.
أما من يمارس العادة السرية فيشعر بالتشتت الذهني، ويشعر بسبب الخيالات المختلفة التي ترد على ذهنه بعدم الإشباع الكامل لغريزته، وبالتالي عدم الاستقرار والارتياح النفسي. وحسن استخدام هذه الغريزة وحفظ الفرج يعطي الإنسان شعورا بالثقة في النفس؛ فيبقى سليما من هذه الناحية طيلة حياته.
إن العادة السرية مسألة متاحة في أي وقت وبأي عدد من التكرارات، وبالتالي فإنه يرافقها استهلاك ضخم جداً للسائل المنوي، وبما أن السائل المنوي هو غذاء للحيوانات المنوية فإنه يتكون من مواد غذائية أساسها البروتين الموجود في الجسم ، وعند ممارسة العادة السرية بإفراط فإن الجسم يفقد كمية كبيرة من البروتين الذي يحتاجه الجسم ، فيحدث ضعف وهزال وصداع وهبوط في الدورة الدموية (ضعف البنية بشكل عام).
فإذا كان الشاب الذي يمارس العادة السرية من الرياضيين -مثلا- فلا شك أن لياقته البدنية ونشاطه سيتقلصان، ويقاس على ذلك سائر قدرات الجسم.
وحول هذا ذكر أحد علماء السلف : أن المنيّ غذاء العقل ونخاع العظام وخلاصة العروق. وتقول إحدى الدراسات الطبية: إن مرة قذف واحدة تعادل مجهود من ركض ركضا متواصلا لمسافة عدة كيلومترات، وللقياس على ذلك يمكن لمن يريد أن يتصور الأمر بواقعية أن يركض كيلومترا واحدا ركضا متواصلا ولير النتيجة.
وفي النهاية نود أن نشير لكل من يمارس هذه العادة أن هذه الآثار التي تنجم عن ممارسة تلك العادة تختفي بمجرد التوقف عن ممارستها، وإن استمرت فإنها لا تأخذ أكثر من أسبوع أو أسبوعين على الأكثر وتنتهي. كما ننصح بالآتي :
- تقوى الله وتقوية الصلة به سبحانه ومراقبته في السر والعلن .
- صيانة الحواس وبخاصة النظر .
- محاولة توجيه الحواس والفكرفي أمور مفيدة كالطبيعة وكالتأمل في خلق الله وملكوته
- أن يكون للمرء هدف في الحياة يسعى إلى تحقيقه فيشغل نفسه به، فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل،
- الإقبال على الصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها وأداؤها في أحسن صورة فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر .
نقلا عن موقع إسلام أون لاين – استشارات صحية - باختصار وتصرف يسير .
والله أعلم .