عنوان الفتوى : جواب شبهة حول الاحتفال بالمولد النبوي
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، يا شيخ أريد ردا مسكتا على من يدعون أنهم سادة وأنهم من بيت آل الرسول، فمرة كنت مع شباب أقول لهم الصحابة لم يحتفلوا بالمولد النبوي فكيف تحتفلون به فقالوا لأننا لسنا مثلهم وإننا مقصرون ونريد أن نتذكر الرسول، ومن هذا الكلام الخطير أريد ردا مقنعا مسكتا ردا قاطعا يقطع الشك باليقين، وجزيتم خيرا وبوركتم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما كون الاحتفال بالمولد النبوي أمرا غير مشروع وبدعة منكرة فهذا أمر لا شك فيه، وقد سبق أن بينا ذلك بالفتاوى:8762، 6064، 1888، فراجعها.
وأما كون الصحابة ليسوا مثلنا فهذا حق فإنهم كانو أبر هذه الأمة قلوبا وأكثرها علما وأقلها تكلفا، وكانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الذي جعلهم لا يتقدمون عليه فيشرعون ما لم يشرع، بل وقفوا عندما شرع لهم، وكان من أقوالهم الشهيرة: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، عليكم بالأمر العتيق. ثم إنه قد أتى من بعدهم من سلف هذه الأمة الصالحين التابعون ومن بعدهم، وهم دون الصحابة في الفضل ولكنهم ساروا على نهجهم ولم يحدثوا في دين الله أمورا لم تكن في العهد الأول ليتعبدوا بها الله تعالى، بل كان من أقوالهم: ما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا. كما قال الإمام مالك رحمه الله.. وقال الشافعي وهو قرشي مطلبي: من استحسن فقد شرع.
وقصورنا نحن في علمنا وتقصيرنا في طاعة ربنا لا يسوغ لنا أن نحدث في دين الله ونحتفل بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره، ولو كان الإحداث في الدين جائزا لكان أولى به من هو أكثر علما وأشد خشية لله، لأنه أدرى بما هو أنفع للعباد، وهل تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في يوم واحد أو بضعة أيام من السنة أو ذكره مطلوب في كل لحظة وحين بمدارسة سنته واتباع هديه في الأقوال والأفعال وقراءة سيرته العطرة والاعتبار بها في ديننا ودنيانا والإكثار من الصلاة عليه.
والله أعلم.