عنوان الفتوى : وقت العمل ملك للمستأجر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله والصلاة والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد : سيدي أنا شاب مسلم سافرت إلى إيطاليا باحثا عن الرزق هناك وشاء الله أن أنتقل من إيطاليا إلى فرنسا بعد أن استدعاني زميل سابق لي في الجامعة وله الآن عدة مخابز في باريس وبعد مدة من العمل لاحظت أن هناك اختلاطا في العمل بين الرجال والنساء ونصحتموني بالانقطاع عن هذا العمل ولكن شريك صديقي وهو الدكتور المعروف العضو في هيئة مجلس الإفتاء الأوروبي عبد المجيد عمر النجار نصحني بالبقاء لأني لا أفهم في الأحكام الشرعية فبقيت ومنذ تلك اللحظة كلما قرأت كتابا لابن القيم أثناء عملي ( مع العلم أنا أعمل من الخامسة صباحا إلى العاشرة ليلا ) أو أي كتاب آخر إلا وبدا على صديقي الاشمئزاز وعدم الرضاء وكلما استمعت إلى القرآن أو الدروس إلا وتذمر إلى أن بلغ به القول أنه لا مبادئ له مع التجارة وأخيرا كلما ذهبت إلى المسجد لأصلي الفجر إلا واشتكى لأحد زملائي مدعيا أنه يخسر بسبب خروجي 200 أورو وهو لا يخسر ربما كان ينوله الثواب لو فعل ما فعلت ثم إنه دائما يشتكي من المدخول اليومي للمخبزة فلم أسمع أبدا كلمة الحمد لله وقد يبالغ أحيانا قائلا إن مدخول اليوم كارثة أو مصيبة إلى غير ذلك وفي أحسن الحالات يصمت لقد أصبح يسبب ضغطا نفسيا لي ولزملائي ولي أكثر لأنه يتدخل في مسائلي الدينية فجوزيت خيرا دلني ماذا أفعل ولكم الثواب والأجر إن شاء الله ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجواب على هذا السؤال في عدة نقاط :

النقطة الأولى : أن من واجبك أن لا تعمل في مكان مختلط اختلاطاً يحصل بسببه فتنة لك في دينك ، وهذا المنع إذا لم تكن مضطراً إلى العمل ، أما عند الضرورة فتعمل فيه إلى أن تجد مكاناً تأمن فيه على نفسك من الفتنة .

النقطة الثانية : أنك في عملك هذا تعتبر أجيراً خاصاً يعني أن منافعك في جميع وقت العمل ملك للمستأجر ( صاحب المخبز ) وعليه ليس لك ترك العمل في هذا الوقت لقراءة كتاب أو استماع دروس أو نحو ذلك مما يؤثر على عملك ، أما الذهاب لصلاة الفريضة في المسجد فراجع فيه الفتوى رقم : 52712 ، والفتوى رقم : 14106 ، والفتوى رقم : 53143 ، والفتوى رقم : 9495 .

النقطة الثالثة : قول صاحب المخبز ( إنه لا مبادئ له مع التجارة ) قول خطير فالتجارة وسائر المعاملات يحكمها الشرع بالنسبة للمسلم كما يجب أن يحكمها المُثل والقيم بالنسبة لغير المسلمين ، هذا وإلا تحول الإنسان إلى حيوان بهيم لا يردعه رادع من خلق أو دين .

النقطة الرابعة : الذي ننصحك به أن تقوم بعملك في هذا المخبز على أكمل وجه امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه . أخرجه أبو يعلى والطبراني .

وإذا كان هذا العمل يضرك في دينك وأخلاقك فالواجب أن تبحث بجد عن بديل أحسن منه أو أقل منه ضرراً ، ولامانع أن تبقى في عملك الحالي إن كنت مضطراً إليه إلى أن تجد البديل المناسب قال تعالى :  فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16 } .

والله أعلم .