عنوان الفتوى : المقصد من القراءة الذكر والتدبر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

2-عند قراءتي آية الكرسي أو غيرها عند الصباح أو قبل النوم لا أتمعن في معانيها بل أقرؤها بشكل سريع وذلك لكثرة قراءتي لها فما الحكم ؟وشكرأ

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فقد قال الإمام النووي ‏‎-‎رحمه الله ‏‎-‎‏ اعلم أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار، ‏والمطلوب القراءة بالتدبر‎…‎‏. وقال: ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع ‏والتدبر والخضوع، فهذا هو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور وتستنير ‏القلوب، ودلالته أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر. وقد بات جماعة ‏من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة، ومعظم ليلة يتدبرها عند ‏القراءة. وقال أيضاً في كتابه الأذكار: المراد من الذكر حضور القلب، فينبغي ‏أن يكون هو مقصود الذاكر، فيحرص على تحصيله، ويتدبر ما يذكر، ‏ويتعقل معناه. فالتدبر في الذكر مطلوب، كما هو مطلوب في القراءة ‏لاشتراكهما في المعنى المقصود‎…‎إلخ. ومما يدل على أهمية التدبر لآيات القرآن ‏قوله تعالى: " (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) ‏‏[ص:29].‏
وقد عاب الله على قوم لا يتدبرون القرآن فقال: ( أفلا يتدبرون القرآن أم ‏على قلوب أقفالها) سورة محمد صلى الله عليه وسلم [محمد: 24] وقال ‏تعالى: ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ‏وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) [الحشر:21] ‏
ومن هنا نقول للسائل الكريم: احرص على التدبر والتأمل والخشوع عند ‏قراءتك لآية الكرسي وغيرها، ففي القراءة بطمأنينة راحة للنفس وطمأنينة ‏لها، كما قال تعالى: ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله إلا بذكر الله ‏تطمئن القلوب) [الرعد: 28] وكثرة قراءتك لذلك لا تبرر قراءتها بدون ‏تمعن، لأن القرآن الكريم، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم مليئان ‏بالفوائد والعبر والمعاني، فقد يظهر لك معنى قد خفي عليك لزمن طويل. ‏وهذا مجرب. وقد تكون هذه آخر قراءة تقرؤها، كما قال صلى الله عليه ‏الصلاة والسلام: "وصل صلاة مودع" رواه ابن ماجه والحاكم مع أن المسلم ‏يصلي كل يوم خمس مرات.‏
‏ والله أعلم.‏