عنوان الفتوى : الواجب على المرأة إذا خيرت بين عملها ودراستها وبين زوجها وأبنائها
جزاكم الله خيراً، إلى المسئولين عن برنامج نور على الدرب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحيطكم علماً بأنني من المتابعات لهذا البرنامج الذي هو فعلاً نور لمن أراد أن يسير على درب الإيمان، وفقكم الله وهدانا وإياكم إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين. وبعد: أنا سيدة متزوجة وعندي طفلان والآن مرافقة لزوجي الذي يعمل في إحدى الدول العربية الشقيقة، وكنت أعمل في إحدى الجامعات وحاصلة على إحدى الدرجات العلمية وأوشكت إجازتي أن تنتهي التي وافق العمل عليها لمرافقة الزوج، ولما يتطلبه عملي من حضور ومواصلة دراسة ولحبي لعملي وإحساسي أنني أقدم شيئاً في الحياة يدخر لي للآخرة، وليس لدنيا أو منصب أفكر في العودة إلى بلدي وعملي وبصحبة أطفالي معي، ولكني في نفس الوقت أخاف الله أن يكون في بعد أطفالي عن والدهم وأيضاً بعدي عن زوجي إجحاف وهضم حق لهم علي، أفيدوني أفادكم الله، أأرجع إلى عملي أم أستقيل وأمكث مع زوجي وأولادي وبذلك أنال ثواب الآخرة؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والمرسلة إحدى الأخوات تقول: (س. م.) من مصر. play max volume
الجواب: أولاً: لابد من سماح الزوج، فإذا سمح الزوج لك بالرجوع فانظري في الأصلح، فإن رأيت أن الأصلح الرجوع لدينك ودنياك وزوجك سامح فارجعي إلى بلدك أنت وأطفالك، أما إذا لم يسمح فلا ترجعي بل عليك السمع والطاعة، فابقي عند زوجك وعند أولادك واعملي ما يلزم من نصح للزوج وخدمته وخدمة الأولاد واستعيني بالله على طاعته من القراءة والإكثار من قراءة القرآن وذكر الله، ومن الأعمال الصالحات حتى ترجعا جميعاً إن شاء الله.
أما إذا سمح زوجك وقال: لا بأس، فانظري في الأصلح، إن كان جلوسك عنده أصلح لك ولزوجك ولأولادك فاجلسي عنده ولو سمح لك اجلسي، حتى يتمتع بك وحتى يطمئن إليك وحتى يبتعد عن أسباب الشر، وأنت كذلك تطمئنين إليه وتبتعدي عن أسباب الشر وتقومي بأطفالك في حضرة أبيهم وتحسني إليهم، هذا كله أنفع لكم جميعاً فيما يظهر وأصلح لكم جميعاً فيما يظهر، لكن متى اتفقت مع الزوج على الرجوع واتضح لك أنه أصلح لأمر ديني، في رجوعك ينفع الناس وهو سامح وليس عليه خطر من رجوعك فلا بأس أن ترجعي بأطفالك وتقومي بما يلزم هناك من الإحسان إلى أطفالك وتربيتهم التربية الشرعية الإسلامية، والدعاء لهم بالصلاح والدعاء لزوجك بالتوفيق ولا حرج في ذلك. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، لكن يرجح سماحة الشيخ عبد العزيز أن تبقى مع زوجها وبصحبة الأطفال أيضاً ليجتمع شمل الأسرة وليتربى الأطفال تربية صحيحة؟
الشيخ: نعم، نعم.
المقدم: ترجحوا هذا؟
الشيخ: بدون شك.
المقدم: جزاكم الله خيراً.