عنوان الفتوى : العقائد النسفية وشرحها تحتوي على أوهام وأخطاء
ماهية العَقــَائـدِ النَّسَـفِيَّـة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمؤلف كتاب العقيدة النسفية هو أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن لقمان النسفي الحنفي من أهل سمرقند، ولد نحو سنة إحدى وستين وأربع مائة، وقال السمعاني: مات بسمرقند في ثاني عشر جمادى الأولى سبع وثلاثين وخمس مائة. قال الذهبي في السير: وكان صاحب فنون، ألف في الحديث والتفسير والشروط، وله نحو من مائة مصنف.
وكتابه العقائد النسفية شرحه سعد الدين التفتازاني الحنفي وسماه شرح العقائد النسفية، وفيه أوهام وأخطاء كثيرة في المتن والشرح كليهما، ومن أمثلة ذلك ما نقله عنهما ابن عابدين في حاشيته: لكن في عقائد التفتازاني أي في شرحه على العقائد النسفية قال: والإنصاف ما ذكره الإمام النسفي حين سئل عن ما يحكى أن الكعبة كانت تزور واحدا من الأولياء هل يجوز القول به؟ فقال: نقض العادة على سبيل الكرامة لأهل الولاية جائز عند أهل السنة. اهـ.
وفيه إثبات إمكان تنقل الكعبة لزيارة أحد الأولياء، وهي عبارة تغني حكايتها عن الرد عليها لوضوح بطلانها.
وهذا مما جعل السمعاني يحكم عليه بأنه لم يرزق فهم الحديث، فقد نقل الذهبي في ميزان الاعتدال قوله عنه: فلما وافيت سمرقند استعرت عدة كتب من تصانيفه فرأيت فيها أوهاما كثيرة خارجة عن الحد فعرفت أنه كان ممن أحب الحديث ولم يرزق فهمه.
والنسفي هذا غير أبي البركات عبد الرحمن بن أحمد بن محمود النسفي صاحب التفسير المشهور.
والله أعلم.