عنوان الفتوى : الدين والخلق هما المعيار الأساسي في اختيار الأزواج
لقد تقدم لي شاب لخطبتي و هذا الشاب غير متدين بشكل كبير لكنني والحمد لله فتاة إن شاء الله متدينة ومن أهل السنة والجماعة لذا رفضته زوجا لذلك قرر الشاب أن يصبح سنيا وأن يلتزم بتعاليم الدين فبدأ يصلي و يصوم هذا ما أخبر به أهلي لكنني لازلت حائرة هل أوافق أم لا؟ هل يجوز لي شرعا أن أتزوج من هذا الشاب بهذه المواصفات ؟؟ و هل أعتبر هذا من مسألة (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم )؟ أم لا أدخل نفسي للعيش مع إنسان هكذا؟ أفتونا مأجورين رحمكم الله و بارك فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزواج رابطة بين الزوجين وبداية لمشوار طويل في هذه الحياة، فلذا ينبغي الحرص على قيامه على أسس متينة وأصول راسخة من التوافق بين الزوجين، ولاسيما في أمر الاعتقاد. ومن هنا جعل الإسلام الدين والخلق المعيار الأساسي في اختيار الأزواج. روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. فلا يجوز للمرأة ولا لأوليائها الرضا بمن هو مخالف في الاعتقاد زوجا إن كان من جملة اعتقاداته الباطلة ما هو مكفر وتراجع الفتوى رقم: 1449 ، فالذي نراه هو التريث والتأني في الموافقة على زواجك من هذا الشاب, وربما كان في ذلك امتحان له إن كان صادقا في استقامته على المنهج الحق أم لا، إذ ربما حدث منه مثل هذا التغيير بقصد الزواج منك، فكوني على حذر والمؤمن كيس فطن.
ومع هذا كله فإن غلب على ظنك وظن أهلك فيما بعد صدق هذا الشاب في توبته من خلال استشارة من هم أعرف به من ثقات الناس ونحو ذلك فنرى الموافقة على زواجه منك بعد استخارة الله تعالى في أمره. وراجعي الفتوى رقم: 4823.
والله أعلم.