عنوان الفتوى : عدوان على طفلة ، تتأثر به حياتها ثلاثين عاما !!
تعرضت صديقتي وهي طفلة صغيرة لاعتداء من أحد أصدقاء أبيها كان يأتي لينتظره ، وكان يجبرها على معاشرته وهي طفلة عمرها 5 سنوات ، كانت تظن ذلك شيئاً جديداً لا أستطيع الوصف بالضبط ولكنه لا بد أنه شخص شاذ ، خلق عندها إحساس باللذة الجنسية أدى ذلك أنها كانت تفعل ذلك أثناء عمرها كله وهي لا تعرف شيئاً ، فهل ذلك ما يسمَّى العادة السرية ؟ وكانت تأتيها هذه الحاجة أثناء الصيام ، وكانت تفعله ، فهي وقتها تكون مقيدة تريد أن تفعل ما تعودت عليه طول العمر ، فهل صيام تلك الأيام لا تجوز ؟ وهل الكفارة أن تصوم فقط حيث إنها لم تكن تعرف شيئاً اسمه العادة السرية ؟ ادع لها بالشفاء . السؤال : 1. كيف تكفر عن هذا الذنب في الصيام ؟ . 2. كيف تشفى من هذا الشيء ؟ . إنها تقرأ القرآن قبل النوم وترى نفسها بحاجة لفعل ذلك مع العلم أن سنها 34 ولم تتزوج .
الحمد لله
أولاً :
لا شك أن ما فعله هذا الخائن الغادر بالفتاة أمرٌ منكر ، وهو من كبائر الذنوب ،
وهذا من نتائج تساهل الأسر وتفريطها في الأمور الشرعية ، من حيث سماحهم للأجنبي
بدخول المنزل في حال غياب رب البيت ، ومن حيث تساهلهم في الخلوة المحرمة بين الرجال
والنساء ، ومن حيث ظهور البنات أو النساء بزينتهن أمام الرجال الأجانب ، وهو بالضبط
ما حدث مع صديقتكِ وذلك الخسيس الذي مُكِّن من دخول البيت بغياب والد الفتاة ،
وظهور الفتاة عليه وحدها ، وهو ما مكَّنه من فعل تلك الأعمال الخسيسة بها .
وهذا وغيره كثير من نتائج التساهل والتفريط في المنهيات الشرعية ، ولم ينه الشرع عن
أمرٍ إلا لحكَم بالغة ، وبالتأمل فيها تجد أنها لحفظ الأعراض والأموال والأنساب
والدين والعقل ، وهي الضرورات الخمس التي جاءت الشرائع كلها لحفظها .
ثانياً :
العادة السرية هي استثارة الإنسان نفسه بنظرٍ أو احتكاك حتى ينزل المني ، وهي من
الأفعال المحرَّمة ، وقد أوضحنا ذلك في جوابنا على السؤال (
329 ) فليراجع .
فأبلغي صديقتكِ أنه يجب عليها التوبة من هذا الفعل بالإقلاع عنه ، والندم على فعله
، والعزم على عدم العودة إليه .
وعلاج هذه العادة السيئة المحرَّمة يكون بوقوفها على آثارها المدمرة ، ويكون بالأخذ
بالوصايا والنصائح الشرعية .
فانصحيها بغض البصر عن النظر إلى الرجال ، فالنظرة المحرَّمة سهم من سهام الشيطان
وأن تبتعد عن المبيت أو العيش وحدها ، وأن تكثر من الصيام ؛ ففيه تهذيب للنفس وغض
للبصر وحفظ للفرج ، والإكثار من الذكر والاستغفار والتسبيح ، والدعاء بصدق أن
يُبعدها الله عن المحرمات وطرقها ، ولا بدَّ لها من صحبة صالحة تعينها على طاعة
الله تعالى ، وتدلها على الخير وتنهاها عن المنكر والشر ، كذلك يجب أن تسعى لحفظ
فرجها بالزواج ، فهو خير ما يعف الرجل والمرأة عن الوقوع في الحرام ومنه العادة
السرية ؛ وهنا يأتي دور مضاعف للرفقة الصالحة ، التي تحاول أن تشغلها بالطاعة عن
المعصية ، وبالتوبة عن الاستمرار فيما هي فيه ، ثم ، مع ذلك كله ، أن تسعى لإحصان
فرجها بالبحث عن الزوج المناسب ، وتشجيعها على الاقتران به .
ويمكن الاطلاع على أجوبة المسائل : (
20229 ) ففيه
بيان الوسائل التي تعين على غض البصر ، وفي جواب السؤال رقم (
20161 ) فيه
بيان حل مشكلة الشهوة وتصريفها.
ثالثاً :
ولمعرفة ما يتعلق بممارسة هذه العادة من أحكام في نهار رمضان للعالِم بحكمِها :
ينظر جواب الأسئلة : (
38074 ) و (
37887 ) و (
2571 ) .
أما ما يتعلق بها من أحكام لمن فعلها جاهلا حكمَها : فهي مبينة في جواب السؤال (
50017 ) وفيه
تفصيل لا تحتاجين معه لغيره .
ونسأل الله تعالى أن يهدي قلبها ، ويطهر جوارحها ، وأن يجبر كسرها ، وأن يعينها على
طاعته وحسن عبادته .
والله أعلم