عنوان الفتوى : تفكر المصلي بأمر أخروي في صلاته.. رؤية شرعية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

يوسوس لي وأنا في الصلاة أعمال خير مثل أقول سأسبح بعد صلاتي كذا سأصلي عندما أذهب للبيت كذا فهل هذا من الشيطان؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالخشوع في الصلاة هو ثمرتها وفائدتها، فالصلاة بدونه تتحول إلى أفعال وحركات لا حياة فيها، فينبغي للمسلم الحرص على الاتصاف بالخشوع في صلاته حتى يكون من المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بقوله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون: 1-2} هذا هو الأفضل والأكمل.

وإن تفكر المصلي بأمر أخروي في صلاته كفعل تسبيح ونحوه بعد الصلاة فلا كراهة في ذلك عند بعض المالكية، قال الشيخ محمد عليش في منح الجليل وهو مالكي: ومفهومُ دنيويٍّ أنَّ تَفكرَه بأخروي لا يتعلق بالصلاة لا يُكره؛ بدليل تجهيز عمر رضي الله عنه جيشا وهو يصلي. والظاهر تقييده بعدم إشغاله عنها كما تقدم. ولا يُكره المتعلِّق بها مطلقا، وإن لم يدر ما صلى يبني على الإحرام، قاله اللخمي. وقال غيره: لا يكره الأخروي مطلقا، وإن شغله عنها فلم يدر ما صلى بنى على الإحرام سواء تعلق بها أم لا، وارتضاه العدوي وسلمه البناني. انتهى.

وعند الشافعية لا ينبغي التفكر في أمر أخروي أثناء الصلاة، ففي تحفة المحتاج ممزوجا بشرح المنهاج: ويسن الخشوع في كل صلاته بأن لا يحضر فيه غير ما هو وإن تعلق بالآخرة. انتهى.

واعلم أن الشيطان إنما يوسوس بتزيين المعاصي والمنكرات وليس بالطاعات. قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {البقرة: 268} لكن قد يوسوس بالطاعات إذا كان الغرض إفساد الطاعة التي هو فيها؛ كما لو شغله عن الصلاة بالوسوسة في طاعات يفعلها بعدها.

والأمور المعينة على الخشوع تقدم بيانها في الأجوبة التالية أرقامها: 18033، 9525، 3087

والله أعلم.