عنوان الفتوى : الخوف الصحيح من الله ثمرته التوبة الصادقة والعمل الصالح

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

فضيلة الشيخ الكريم حفظك الله ، أريد أن أسأل كيف للإنسان التوبة وهو يواصل فعل المنكرات وخاصة رؤية الصور المحرمة والمغريات كثيرة أمامه ويخاف عقاب الله؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏

فإن من أهم شروط التوبة الإقلاع عن الذنب، والانكفاف عنه. أما توبة المصر على فعل ‏المحرمات أو ترك الواجبات فهي توبة غير مقبولة، بل هي كالاستهزاء بالله عز وجل، فلو أن ‏شخصاً يعامل شخصاً آخر من الناس يقول له: أنا تبت عما بدر مني ونادم ولن أعود ‏إليه، وفي نيته أنه سيعود، فإن هذا يعتبر من السخرية بذلك الشخص فكيف بالله رب ‏العالمين، فالإنسان التائب حقيقة هو الذي يقلع عن الذنب إقلاعاً صادقاً لا رجعة فيه.
ثم ‏اعلم أخي السائل أن الإصرار على المعاصي له سببان أحدهما: الغفلة، وثانيهما: الشهوة، ‏ولكل واحد منهما علاج يقضي عليه ويحسم مادته، أما الغفلة فدواؤها العلم والتذكر ‏دائماً بما في القرآن الكريم والحديث الشريف من الوعيد الشديد للمذنبين في الآخرة، وأن ‏تعجيل العقوبة لهم في الدنيا متوقع، فقد يعجل الله لأهل المعاصي ألواناً من العقوبة في ‏الدنيا، أخرج ابن ماجه والطبراني والحاكم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن العبد ‏ليحرم الرزق في الدنيا بالذنب يصيبه".
وأما الشهوة: فدواؤها الابتعاد عن أسبابها المهيجة ‏والمغرية عليها، وتجنب مواطنها، واستحضار المخوفات الواردة فيها والآثار الوخيمة المترتبة عليها. ولا شك أن العبد إذا توجه إلى ربه بنية صحيحة وقلب مخلص فإنه تعالى ‏بفضله وكرمه يعينه على قصده الحسن، ويهديه إلى الطريق المستقيم، ويهيئ له أسباب ‏التوبة، قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) [ العنكبوت: 69] .‏
فلتتب إلى الله عز وجل توبة كاملة الشروط قبل فوات الأوان، ولتبتعد عن المحرمات ‏والمغريات، فإن الإنسان لا يدري متى يحضره أجله فيلقى ربه متلبساً بالمعاصي، نسأل الله ‏للجميع حسن الخاتمة، وليكن خوفك من الله خوفاً محموداً ، والخوف المحمود هو الذي ‏يحمل صاحبه على المواظبة على طاعة الله تعالى، امتثالاً لأمره ورجاءً لثوابه، وترك ما حرم اجتناباً لنهيه وحذراً من عقابه، أما الخوف الذي يخطر ‏بالبال عند سماع آية، أو سبب هائل فيورث بكاءً أو انكساراً فإذا غاب ذلك السبب عن ‏الحس رجع القلب إلى الغفلة، فهذا خوف قاصر قليل الجدوى ضعيف النفع، نسأل الله ‏التوفيق للجميع. والله أعلم. ‏