عنوان الفتوى : البعث بعد الموت
هل يتم إعادة خلق الإنسان على أي شكل آخر بعد موته وحتى يوم القيامة ؟.
الحمد لله
إذا مات ابن آدم تحلَّل جسده وفني إلا عجْب الذنب وهي عظم في أسفل الظهر ، فإذا قامت القيامة أنبت الله تعالى الأجساد بمطر على الأرض يُنبت الأجساد من هذا العظم فيعود خلق الإنسان كما كان قبل موته .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين النفختين أربعون . قال : أربعون يوما ؟ قال : أبيتُ ، قال : أربعون شهراً ؟ قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ؟ قال : أبيت .
قال : ثم يُنزل اللهُ من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجْب الذنَب ومنه يركب الخلق يوم القيامة . رواه البخاري ( 4651 ) ، ومسلم ( 2955 ) .
قال النووي :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين النفختين أربعون قالوا : يا أبا هريرة أربعين يوما قال : أبيت . . . إلى آخره ) معناه : أبيتُ أن أجزم أن المراد أربعون يوماً ، أو سنةً ، أو شهراً ، بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة ، وقد جاءت مفسرة من رواية غيره في غير مسلم أربعون سنة .
قوله : ( عجَب الذنَب ) هو بفتح العين وإسكان الجيم أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب ، وهو رأس العصعص ، ويقال له ( عجم ) بالميم ، وهو أول ما يخلق من الآدمي ، وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه . " شرح مسلم " ( 18 / 92 ) .
وإذا خرج من قبره وحشر وحوسب يبقى جسده كما كان قبل موته ، فإذا دخل أهل الجنة الجنَّةَ ، ودخل أهل النار النارَ غيَّر الله صُوَرهم وأشكالهم .
صفة أهل النار :
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع رواه البخاري ( 6186 ) ومسلم ( 2852 ) .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضرس الكافر - أو : ناب الكافر - مثل أُحُد ، وغِلَظ جلده مسيرة ثلاث رواه مسلم ( 2851 ) .
صفة أهل الجنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورَشَحهم المسك ، ومجامرهم الأَلُوَّة الألنجوج عود الطيب ، وأزواجهم الحور العين ، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء رواه البخاري ( 3149 ) ومسلم ( 2834 ) .
رشحهم : عرقهم .
مجامرهم : مباخرهم .
الأَلُوَّة الألَنجوج : عود يُتَبخر به ، والألنجوج تفسير لـ : الألوة ، و "عود الطيب " : تفسير التفسير ، كذا في " فتح الباري " ( 6 / 367 ) .
عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يَدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جرداً مرداً مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة رواه الترمذي ( 2545 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 8072 ) .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |