عنوان الفتوى : أحكام الدم النازل بعد آخر حيضة
أنا سيدة عمري خمسون عاما ومتزوجة وعندي أولاد وركبت اللولب منذ تسعة أعوام ولا يوجد مشاكل فيه ولم أكشف منذ تركيبه، ولكنني ألاحظ الآن وجود إفرازات لونها بني تأتي لي لمدة خمسة أيام وبعدها تأتي الدورة أربعة أيام ليست بالغزيرة ولكنها خفيفة وليس بها آلام وبعدها تظهر الإفرازات البنية ثم تبدأ فى تفتيح لونها إلى أن تصل إلى الاصفرار الخفيف وتنتهي أو تقل نسبيا ثم أستمر لمدة خمسة عشر يوما ثم ترجع نفس الأعراض من إفرازات بنية وهكذا، وفى فترة الصيام لاحظت نزول هذه الإفرازات البنية لمدة عشرة أيام وأكثر دون انقطاع، وسؤالي هل هذا طبيعي فى أنها سوف تنقطع، وهل يصح لي الصيام والصلاة أم ماذا أنا لا أعرف متى تبدأ فترة الحيض التي لا بد من الإفطار فيها ولا أحد يدلني بمعنى هل بدء نزول الإفرازات البنية تعتبر من فترة الحيض التي يجب علي الإفطار أو أنتظر عند نزول الدم الأحمر ولو في هذه الحالة يحرم علي المعاشرة الزوجية في حالة نزول هذه الإفرازات أم ماذا البعض نصحني بأنني أصوم وأصلي وأمسك المصحف فى هذه الحالة وأفطر فقط عند نزول الدم أفيدوني؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت المدة التي مضت عليك وأنت طاهرة بعد آخر حيضة أقل من خمسة عشر يوما، فإن هذا الدم دم فساد ما لم يتكرر ذلك ثلاث مرات، ولا يحرم عليك شيء مما يحرم بالحيض، بل عليك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول الوقت وتصليها وتصومي وتمسي المصحف وتقرئي القرآن.
وإن كان مضى على آخر حيضة أكثر من خمسة عشر يوماً، فإن هذا الدم دم حيض بأي لون كان، ولا تصح صلاتك ولا صومك، ولو نزل عليك أثناء الصوم أفسده، وعليك قضاء الصوم الذي صمتيه في هذه الأيام إذا كان صوما واجباً.
وإذا جاوز خمسة عشر يوماً فللعلماء في ذلك قولان:
الأول: أن ترجعي إلى التمييز فإن كنت تميزين دم الحيض عن غيره فحيضك هو ما تعرفينه، وما سواه دم فساد يجب عليك قضاء الصلاة التي تركتها فيه، فإن لم تميزي دم الحيض من غيره فارجعي إلى عادتك السابقة.
الثاني: أن ترجعي على عادتك دون اعتبار للتمييز.
وننبهك إلى أن تركيب اللولب محرم شرعاً ما لم تكن هنالك ضرورة ملجئة أو حاجة شديدة وذلك لأن تركيبه يتطلب الاطلاع على مكان من المرأة لا يحق لغير الزوج أن يطلع عليه في الظروف الطبيعية، ولو كان من يقوم بعملية التركيب طبيبة (أنثى) إذ لا يحق للمرأة أن تطلع من المرأة على هذا المكان إجماعاً ما لم تكن هنالك ضرورة أو حاجة في معناها أو تقاربها، هذا بالإضافة إلى ما يسببه في الغالب من اضطراب في الدورة الشهرية، مما يلقي بظلال من التشويش على كثير من الأحكام من طهارة وصلاة وصوم وطواف ومس مصحف ووطء.
والله أعلم.