عنوان الفتوى : الإلهام والمبشرات والكشف
هل يمكن لشخص أن يكلم الله عز وجل في الدنيا سواء كان ذلك تكليما أو بالإلهام أي يلهمه الله ما يريد،وهل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إن من المحدثين من أمتي عمر" بما معناه، أو أنه قال إن من أمتي المحدثين ومنهم عمر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يمكن لشخص أن يكلمه الله عز وجل في الدنيا، فإن ذلك مستحيل عقلا وشرعاً، فقد انقطع الوحي وختمت النبوة بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ {الأحزاب:40}، وقال تعالى: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ {الشورى:51}.
أما الإلهام والمبشرات والتحديث فإنه ممكن، وقد حصل لبعض هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، والأصل في إثباته ما أشار إليه السائل من قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب. متفق عليه.
وهذا النوع يسميه بعضهم بالكشف، والكشف ربما يحصل للبر والفاجر والمستقيم والمنحرف... ولذلك فإذا رأينا شخصاً يحصل له شيء من ذلك فإنه لا يحكم بصلاحه... حتى يعرض اعتقاده وسلوكه على الشرع، فإن كان سليم العقيدة مستقيم السلوك فإنما يحصل له يعتبر كرامة، وإن كان فاسد العقيدة أو منحرف السلوك فإنه يعتبر مستدرجاً، ولذلك قال بعض علماء السلف: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تغتروا بعمله حتى تعرضوه على الكتاب والسنة. وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5416، 5697، 64898.
والله أعلم.