عنوان الفتوى : ترتفع التكاليف بفقدان القدرة العقلية والبدنية
قريبي لا يصلي أبدا وهو في حالة غيبوبة والدماغ لديه ميت وابنته حامل في الشهر الثامن وتعلم أن الحامل صلاتها بسبعين صلاة وهي تريد أن تصلي صلاتها وصلاة والدها لكي تخفف عنه ويرتاح وهو منذ أسبوعين في الغيبوبة والأطباء يقولون لا يوجد أمل من شفائه وإذا عاش يعيش عاجزا و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان المقصود أن هذا الشخص لا يصلي منذ أصيب بتلك الغيبوبة فالجواب أن الشخص إذا صار في هذه الحالة ارتفعت عنه التكاليف لأنه فقد القدرة البدنية والعقلية معا فلا تجب عليه الصلاة في هذه الحالة، ولو قدر أنه شفي وعاش فلا يطالب بقضاء الصلوات التي مرت عليه وهو في غيببوبة.
ثم إن الصلاة عبادة بدنية محضة لا تدخلها النيابة كما سبق في الفتوى رقم: 38502، وبالتالي، فلا تشرع صلاة ابنته عنه إلا إذا صلت بعض النوافل وأحبت أن تهب ثوابها له، فقد أجاز ذلك بعض أهل العلم؛ كما سبق في الفتوى رقم: 8132.
وعليكم بالتضرع والالتجاء إلى الله تعالى أن يشفيه ويعافيه مما أصابه، وعليكم أن ترضوا بقضاء الله تعالى وقدره فإنه سبحانه وتعالى قال عن نفسه: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء: 23} ثم إن المؤمن قد يصاب بالبلاء لتكفير خطاياه وسيئاته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هم ولا حزن ولا وصب ولا نصب ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه مسلم. وقد يكون ذلك لرفع درجاته وزيادة حسناته؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. رواه البخاري، هذا في جانب ما يعاني منه الشخص المذكور -عافانا الله وإياه- وأنتم لا تستطيعون أن ترفعوا عنه الألم ولا أن تدفعوا عنه الموت، والذي تستطيعونه هو الرفق به ما دام حيا والدعاء له، وإذا مات أن تحسنوا إليه وتستغفروا له وتتصدقوا عنه، فإن الصدقة تصل الميت، هذا، ولم نطلع على ما يفيد أن صلاة الحامل تعدل سبعين صلاة.
والله أعلم.