عنوان الفتوى : حاول إصلاح زوجتك المقصرة في الصلاة ولا تطلقها
ماذا أعمل - أرشدوني - جزاكم الله كل الخير أنا رجل في الخمسين من العمر لي ثلاثة أبناء وبنتان ، ولدان وبنتان في الجامعة - خارج المملكة - اثنان منهم يدرسان الطب وواحدة صيدلة لهذا العام والثالث يدرس الاقتصاد - والخامس في المرحلة الثانوية عندي بجده. طلقت زوجتي بسبب (الخـــيانة الزوجية) بعد حياة زوجية 16 عاما - كما أفادت أنه غرر بها من أحد أبناء الحرام - وذلك منذ أربع سنوات - وبسبب رفضها الاحتفاظ بالأبناء - خيرتهم بين العيش مع والدتهم أو الإقامة معي - فاختاروا الإقامة معي - الآن وكما قلت لكم جلست فترة ثلاث سنوات أرعاهم بدون زواج ويسر الله لنا خادمة اندونيسيه بنت حلال وعرفت الوضع وصبرت - وبعد هذه السنوات ( تزوجت من فتاة في الثلاثين من عمرها وأنا في الخمسين - أي قبل أربع سنوات - كانت الزوجة مثالا يحتذى - في معاملة الأبناء والبنات رغم أن الخادمة لا تزال تعمل لدينا - هذه الزوجة عن طريق أهلي ورشحوها أنها من عائلة طيبة وملتزمة - واتصلت بها بالهاتف وأخبرتها عن وضعي العائلي وقالت أنا معك على السراء والضراء وسألتها أنني أفضل أن تكون التي ارتبط بها تخاف الله ، ملتزمة دينيا وقد أكدت عليها وعلى أهلها وأفادوني أنها كذلك - حتى تراعي حقوق الأبناء -أكثر من أن تراعي حقوقي ، ولكن بعد الارتباط بها اتضح لي أن ليس لها من التعليم سوى مستوى الابتدائية- لا تصلي - ولا حتى تعرف الصلاة كيف هي وكيف أركانها - وحدث صلينا جماعة وإذا بها قبل أن أختم الصلاة تسلم ...الخ ( غير مثقفة – لا تستطيع أن تعمل شيئا في المطبخ.... حتى أقل الأنواع طبخا ..) وعندما لمس الأبناء هذا الضعف لديها.. بدأت نظراتهم لها .. كفهم عن أكل ما تطبخه .. وصارت الخادمة هي التي تطبخ.. وتقوم بأعمال البيت من .. إلى .. الآن وبعد مرور 4 سنوات على زواجنا .. ألخص الآتي : 1- طبعا تزوجت الزوجة السابقة من شاب يصغرها بعشر سنوات . ويعيشون عيشة كلها مشاكل . 2- اضطرت أن تتصل بأبنائها الموجودين في الجامعة خارج المملكة واستدرت عطفهم وطلبوا مني أن تعود أمهم للعيش معهم. وبموافقة زوجتي الجديدة وافقنا جميعا . 3- من هذه اللحظة - أصبحت زوجتي الجديدة من هذه اللحظة - امرأة أخرى أما بالنسبة لمعاملتها معي ممتازة وتحبني جدا وتحاول تقديم أي خدمة أطلبها .. 2- أما بالنسبة للأولاد وهذه مشكلتي التي أعاني منها وأطلب فيها مساعدتكم وهي لب المشكلة (وتتمثل في أنها أصبحت تكره الأولاد كرها أعمى .. لا تطيق أن تسمع صوتهم .. ولا حتى النظر إليهم ... لا الأولاد ولا البنات .. حتى الابن الصغير ذو العمر 15 عاما لا تطيقه ولا تسمع صوته . 3- تهددني من لحظة لأخرى أنها سوف تسافر إلى أهلها ولن تعود لجده للعيش معي .. 4- والسبب هو عدم قدرتها على تحمل حتى رؤية الأولاد - أو سماع صوتهم. 5- تخيلوا لو أنها رأتني أقبل أي أحد منهم – أو حتى أتكلم معه على انفراد - تجدها قامت الدنيا وأقعدتها ( لكن بدون ما يحس الأبناء ) وتقوم بهذه الأعمال بيني وبينها - رغم انه أتحاول أن تبين لهم أنها تحبهم . 5- مع مرور 4 سنوات على زواجنا لم ننجب شيئا . 6- أرجوكم - أنا في حيرة الآن - ماذا أعمل جزاكم الله خيرا - رغم أنني أحاول أن أقدم لها كل ما تطلبه من الحياة المادية - فأنا ميسور الحال والعلاقة الجنسية والحمد لله - فهل أطلقها... أم أتركها تسافر ... وكان الطلاق قاب قوسين أو أدنى، ومن الأسباب التي تشجعني على طلاقها هو أن بينها وبين الدين مسافة طويلة ولا تصلي إلا بعد إلحاح شديد رغم مرور 4 سنوات وتعرف أني انسان ملتزم .. أرجوكم ساعدوني... ما هو الحل... فأنا في حيرة.. إن طلقتها فإنني سأتحطم من جديد .. وإن أبقيتها سأظل أعاني من المشاكل معها والأولاد ... إلخ آخره .. ورغم الإرشادات والنصائح فلا جدوى من ذلك .. كما أنني أحترم أهلها وأقدرهم .. وليس لهم ذنب في ذلك.. بل جميعهم وأقرباؤها يعرفوني وبطيبتي معهم وكلهم معي.. ويحترمونني ويقدرونني.. ولهذا أخشى على سمعتي معهم.. أرجوكم... ماذا اعمل... جزاكم الله كل الخير،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله عز وجل أن يصلح لك الحال وأن يوفقك لما فيه صلاح الدنيا والآخرة.
ثم اعلم أن هذه المرأة التي وصفتها مرة بأنها لا تصلي ومرة بأنها تصلي بعد الإلحاح عليها إن كانت قابلة للتعليم غير مصرة على ترك الصلاة أو التكاسل في أدائها فلا ننصحك بتطليقها ما دام إصلاحها ممكنا، وذلك لأنك ذكرت أنها تحبك وتقدم لك ما تستطيع من الخدمة، بل ذكرت أن معاملتها لك ممتازة .
أما بغضها للأولاد فهوأمر قد يكون خارجا عن سيطرتها، فمن المعلوم أن مثلها لا يحب مثلهم عادة، فبالإمكان علاج آثار ذلك بإفرادها بمسكن مستقل عنهم وهو من حقها عليك، وعلى كل حال، فاحذر أن توثر عليك أنت فتقصر في حقوق أولادك وتثير بينك وبينهم خلاف ومشاكل لا تحمد عقباها وتسيء معاملتهم، أما إذا كانت هذه المرأة تاركة للصلاة أو متهاونة في أدائها مصرة على ذلك فلا خير لك في البقاء معها على هذه الحالة.
والله أعلم.