عنوان الفتوى : مدى إحساس النائم أو المخدر بسكرات الموت
لقد توفي أبي رحمه الله منذ 3 سنوات في غرفة الإنعاش بعد عملية جراحية لم نعتبرها صعبة لا نحن ولا أبي رحمه الله، ولكنه لم يستيقظ بعد التخدير، وأريد أن أعلم هل علم أنه قد مات بما أنه كان نائما وهل أحس بسكرات الموت، وما حكم موت النائم أو المريض وكيف إنه كان يعلم بموته قبل40 يوما؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الموت من آيات الله تعالى العظيمة ومظهر من مظاهر قدرته الباهرة التي يشاهدها الناس في كل زمان وكل مكان، ويشاهدونها في أنفسهم بالموتة الصغرى في منامهم كل يوم، كما قال الله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الزمر:42}، فهي آية من آيات الله تعالى كتبها على كل حي، كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ {آل عمران:185}، وهي رحمة للمؤمن بها يزول الحاجز الذي كان بينه وبين جزاء عمله في الآخرة، فهي تحفة لكل مسلم؛ كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وليس لمن مات في نومه حكم خاص به، وإنما هو كباقي أموات المسلمين يغسل ويكفن ويصلى عليه... وأما إحساسه بسكرات الموت بما أنه كان مخدراً، أو علمه بها، فالله أعلم، ولا يترتب على ذلك حكم شرعي ولا ينبني عليه عمل.
ولهذا فينبغي لكم أن تستغفروا لأبيكم وتدعوا له بالرحمة والمغفرة وتتصدقوا عنه بما استطعتم، وهذا لتعلموا أنه ليس أحد يعلم متى سيموت بمن في ذلك النبيون فمن دونهم، قال الله تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ {لقمان:34}.
والله أعلم.