عنوان الفتوى : الإسلام يفي بمتطلبات الإنسان في كل زمان ومكان
في كثير من الأحيان أتحاور مع ماركسيين أو ملاحدة من حركات أخرى،هم يفخرون بالفلاسفة و يقولون إن الإسلام في المسجد فقط وليس حلا لما آلت إليه أمتنا. وأنا طبعا أدافع عن الدين وأقول إنه الحل الوحيد. جربنا الشيوعية لم تنجح. وجربنا الليبرالية لم تنجح. وخلطنا الاثنين معا في المغرب و لم تنجح... بل أكثر زاد الاقتصاد سوءا كغيره من الميادين. 50 مليار سنويا من الناتج الوطني المحلي وثلثه من السياحة المشبوهة الجنس. رقم صغير جدا... لهذا أريد العودة إلى الإسلام في جميع الميادين. لكن قالوا الإسلام في المسجد فقط. يعني لا توجد قوانين اقتصادية إسلامية. على أن أعرف منكم هل هناك قوانين اقتصادية في الإسلام وهل معلوماتي صحيحة أولا عن الاقتصاد الإسلامي. الذي ليس اختصاصي لأنني مختص في الجرافكس. -بالنسبة لي الاقتصاد الإسلامي هو الزكاة ...توزيع عادل للأموال مع تخفيف الطبقية بفضل الزكاة. فمن ابتلاه الله بالمال يساعد به غيره. بأن يعطي عشر ربحه كل شهر - طبعا إن توفرت الشروط.... رد علي ملحد قال إن الدولة في المغرب تأخذ 20 % من أموال الناس كضرائب. قلت إن هاته الضرائب لم توزع عدلا . يسرقها الأغنياء وتزيد الهوة مع الفقراء بالإضافة إلى أن الزكاة أحسن من الضرائب حيث توزع عدلا وتكون في بيت المال تشجع مثلا الاستثمار للشباب العاطل... البنوك الإسلامية غير ربوية - حيث الربح يكون مقسم عدلا دون نسبة غير عادلة. ويشجع التعامل الاقتصادي بين الدول المسلمة مما يساعد في المستقبل على التخلص من قبضة الغرب لاقتصادنا. كما يمكن من الوحدة بين المسلمين...الثروات الإسلامية -غاز وبترول وسكر وقطن...كلها لا تذهب إلى الغرب إلا بمفعول اتفاق شامل بين المسلمين لتفادي الخلافات الداخلية بين الدول نفسها و أيضا للحد من غش الغرب لنا. في المغرب كانوا يأخذون المعدن المغربي تقريبا مجانا. و يعيدونه مصنعا بأثمان 10 مرات غالية. كما يضيقون الخناق على المغرب فيصعب للمغرب تنويع الزبائن. كما أن تصدير المواد الحيوية قمح ذهب بترول يكون بحدود المعقول حتى لا تقوى شوكة إسرائيل و أمريكا. كي نحد من الحروب ضدنا. والكل يعرف ما آل إليه العراق وغيره.... كما على الدولة المسلمة أن تحاول الاختلاف في الإنتاج مع جاراتها المسلمة حتى لا تحدث منافسة غير عادلة بيننا... و تشجيع التعامل مع الدول المسلمة غير العربية نظرا لأهميتها الحيوية. رغم بعد المسافة... وخلق تكامل صناعي وهو بأن نساعد مثلا ماليزيا على بيع سيارتها الأولى إسلاميا التي صنعتها مند 3 سنوات ولا تجد سوقا مربحة. بالمقابل تتوسط لنا مع آسيا الغربية... كما أنه من الداخل الانتعاش الاقتصادي يساعد على تحسين وضعية المجتمع. مثلا المغرب هو الأول إفريقيا في إنتاج الأدوية. لكن هناك بعض التكنولوجيا الغالية جدا أو التي لم تسرب إليه لا تساعده على أن ينتج نوعا من الأدوية المهمة ما يدفع سكان إفريقيا الفقراء على الشراء بأثمنة غالية جدا من فرنسا. أنا أبي كان يشتري حقنا خاصة للحد من مرض الربو من فرنسا. تعاون البنوك الإسلامية على خلق مراكز البحث العلمي لتصنيع أدوية جيدة في متناول الجميع يساعد الفقراء اجتماعيا... كما أن التواصل الذي يخلق بالبنوك الإسلامية بين المسلمين يساعد على خلق برامج بعيدة المدى مكلفة للبحث عن الماء. السائل الأهم حاليا كما أن الاقتصاد الإسلامي يدفع الدولة على ترشيد مصاريف الجيش . حيث لا يفوق عدد جنود المسلمين 20 % من السكان القادرين على العمل. يعني لن تكون هناك دولة عسكرية شاملة. لأنه سلبي يخلق عدم التوازن الاقتصادي.. سؤالي هل هاته المعلومات حقا إسلامية. هل هناك معلومات أخرى؟؟؟ هل ممكن أسلمة الاقتصاد؟؟؟؟؟ أتمنى أن تجيبوني والله العظيم هذا موضوع يهمني كثيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اعتقاد شمولية دين الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان ووفائه بكل متطلبات الإنسانية الدينية والدنيوية واجب ديني، ومن اعتقد خلاف ذلك وأن الإسلام يصلح لزمن دون زمن أو لطبقة دون أخرى أو أن غيره أصلح للناس منه وأوفى بمتطلباتهم فقد كفر، لأن اعتقاده هذا يتضمن تكذيب نصوص الوحي المصرحة بكمال الدين ووفائه بما يحتاج إليه الإنسان من أمر دينه وسياسة دنياه، كما أنه يتضمن تنقيص هذا الدين والحط من قدر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء به، وكل ذلك يكفر صاحبه قطعا، وكل هذا معلوم من الدين بالضرورة.
وعلى هذا، فمن أنكر شمولية الدين بالمعنى الذي ذكرنا فهو كافر مرتد عن الإسلام.
وقد حكم على هؤلاء بالردة مفتي المالكية بتونس بسبب هذه الأطروحات الكفرية وأحكام الإسلام ثابتة صالحة لكل زمان ومكان.
قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا {المائدة: 3}
قال ابن كثير: هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره ولا نبي غير نبيهم، ولهذا جعله تعالى خاتم الأنبياء وبعثه إلى الإنس الجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف، كما قال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا . أي صدقا في الأخبار وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل لهم الدين تمت عليهم النعمة، ورضيت لكم أي فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي أحبه ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام وأنزل به أشرف كتبه. اهـ.
قال محمد بن حزم: واتفقوا أنه مذ مات النبي صلى الله عليه وسلم فقد انقطع الوحي وكمل الدين واستقر وأنه لا يحل لأحد أن يزيد شيئا من رأيه بغير استدلال منه ولا ينقص منه شيئا ولا أن يبدل شيئا مكان شيء ولا أن يحدث شريعة وأن من فعل ذلك كافر. اهـ
ولا يمكننا في هذه الفتوى استقصاء نظام الإسلام في الاقتصاد، فالمسألة تحتاج إلى تفصيل ليس مجاله فتوى أو جواب لكننا نحيل السائل على موقع متخصص في بيان مكانة التشريع في الاقتصاد الإسلامي وما يتصل به من أمور وذلك في موقع فقه الاقتصاد الإسلامي، وذلك على الرابط التالي: http://www.kantakji.org/figh/Economics.htm
وستجد على هذا الموقع كتبا كثيرة منها كتاب بعنوان النظام الاقتصادي في الإسلام تأليف مسفر بن علي القحطاني.
والله أعلم.