عنوان الفتوى : الزواج ثانية من أرملة وكفالة اليتيم
شيخنا الجليل أعلم أن وقتكم ثمين ولن آخذ منه الكثير، أعمل فى القاهرة وراتبي ولله الحمد حوالي ألفين جنيه ومتزوج ولله الفضل والمنة من زوجة أحسبها من الصالحات ولي ولد يسمي عبد الرحمن حوالي 5 سنوات وكما ترى فليس لي غيره وأحب الأطفال ومنذ فترة ونحن نأخذ بأسباب العلاج لزوجتي فالله الشافي وحده لا شريك له، وقد فكرت فى الزواج من أخرى ولكني تقاعست عن ذلك وبالتحديد يوم الزواج حيث شعرت أن نيتى لم تكن خالصة حيث سألت نفسي سؤالا واحدا، إذا كنت قد تزوجت هذه المرأة لإنجاب الأولاد، فماذا عليك لو كفلت يتيما أو اثنين أو ثلاثة واحتسبت الأجر وهو مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟ فعرفت أن السبب هو دنيوي بحت وليس لإنجاب الذرية.وأنا الآن أفكر بين كفالة يتيم أو اثنين وأجعل أخت زوجتي ترضعه حتى تكون زوجتي محرمة عليه بحكم أنها خالته من الرضاع وبين البحث عن أرملة لأيتام ملتزمة فأكون بذلك قد جمعت الحسنين وهما كفالة اليتيم والسعي على الأرملة ولكن أخشى أن لا تكون نيتي خالصة لوجه الله تعالى وأن يكون الهدف دنيويا فقط (مثل الشهوة وغير ذلك من ملذات الدنيا)، واخشى أيضا أن يحدث مثل ما حدث في المرة الأولى، فأنا أحب زوجتي جدا، فهل أصارحها في حالة زواجي من الأرملة أو يمكن أخفي عنها وأشترط على الأرملة مسامحتي في المبيت لفترة محدودة، أفيدوني؟ جزاكم الله خيرا الجزاء، وأعتذر عن الإطالة ووفقكم الله وسدد خطاكم... وجزاكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الزواج بأرملة للقيام بحاجتها وحاجة أولادها أمر حسن إذا حسنت النية، ونصيحتنا لك إن أردت الزواج أن تكون صريحاً مع أهلك، فإن ذلك يقيك من الوقوع في نزاعات مع زوجتك في المستقبل أو ظلم الأرملة التي ستتزوج بها، ولا مانع شرعاً أن تكتم الأمر عن زوجتك الأولى وأن تترك المبيت مع من تريد الزواج منها إن أذنت، فإن طلبت العدل في المبيت ولو بعد تنازلها وجب عليك العدل في المبيت.
وعلى كل حال ففي كل من الأمرين وهما كفالة أيتام فحسب، وكفالة أيتام وتزوج بأرملة بنية حسنة أجر كبير وخير كثير، علماً بأن قصد قضاء الشهوة من الزواج ليس قصداً سيئاً، بل إنه قربة من القرب إذا استحضر الشخص ذلك.
والله أعلم.