عنوان الفتوى : تتحقق السعادة الزوجية بالدين والخلق لا بالمناصب والمظاهر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أود طرح معاناتي باختصار وأرجو إفادتي :أنا فتاة تزوجت منذ فترة من رجل حسن الخلق ولله الحمد لكنه اخبرني في بداية زواجنا عن مرضه وهو الاستسقاء ولكنه ولله الحمد أجريت له عملية وتعافى بإذن الله لكن يوجد بعض التأثيرات الجانبية ولكن بسيطة إن شاء الله وهو أقل ممن حوله من المكانة الاجتماعية وبدأت أواجه معه تحديات وأشجعه على تكميل دراسته والتميز حتى يكون واثقا من نفسه وأنا سكنت بعيدة عن أهلي واجهتني مصاعب وعمري لم يتجاوز التاسعة عشر وأنا لم أعلم بهذا الأمر من قبل وعندما أخبرت والدتي بذلك قالت لي إنها على علم بذلك هي وأبي من قبل زواجي وأختي الكبرى وأنا لي سنتان مخطوبة، حسنا لماذا لم يخبروني أنا تأثرت كثيرا بذلك لكن لم أبين لزوجي هذا، بالعكس لكني غضبت على تصرف والديي من الممكن أن لا أوافق عليه لو كنت أعلم ولكني اقتنعت ولله الحمد لأني لن أجد مثله في الأخلاق ،الجميع يحبه وأولهم أنا مرة أنبت أمي على هذا وتأثرت وأريد أن أواجه أبي بالموضوع وللعلم أبي إنسان مثقف ومتعلم لكن ما هذا التصرف وأظن أن الله سيحاسب كل من سبب لي ذلك ولكني صابرة وأحتسب ذلك عند الله، من الممكن أن أتزوج غيره لعدة صفات تميزني عن غيري لكن خيرا لي إن شاء الله، ادع لزوجي بالشفاء والتوفيق

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أركان الإيمان: الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره ، وأن ما أصاب المرء لم يكن ليخطئه وما

أخطأه لم يكن ليصيبه ، ولذا تجد المؤمن بسبب إيمانه بهذا الركن دائم الرضا عن الله في ما يقضي به ويختار له ، فهو يتقلب بين خيرين : الصبر والشكر كما ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.   

ولذا تجده منشرح الصدر ، راضي النفس ، مطمئن القلب ، مرتاح الضمير.

نقول ذلك للأخت من باب التذكير ، وإلا فقد لمسنا من كلامها الرضا بقضاء الله ، والصبر على ما قدر ، واحتساب الأجر على ذلك ، ونسأله سبحانه أن يؤجرها وأن يعوضها خيرا.

ونخبر الأخت أن الخلق الذي وصفت زوجها به هو خير وأفضل من المكانة الاجتماعية والمنصب الدنيوي ، من غير خلق ودين ، فإن المناصب والمظاهر الدنيوية لا تجلب للإنسان سعادة ولا راحة ، بل الدين والأخلاق هما وسيلة السعادة للإنسان ، وينبغي للأخت الصابرة أن تعذر أبويها في هذا التصرف وأن تلتمس لهما العذر ، فإنه لاشك أنهما لم يقصدا الإضرارأو إلحاق الأذى بها ، فإن شفقتهما وحنوهما يمنعان من ذلك ، نعم أخطآ في حقها ، وما كان ينبغي لهما أن يخفيا عنها حالة خطيبها الصحية ، وكان ينبغي لهما أن يخبراها حتى تكون على بينة من الأمر ، فننصح الأخت أن تعفو وتصفح وتتجاوز عن والديها وتسامحهما ، وتطلب الأجر في ذلك من الله سبحانه

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

والله أعلم