عنوان الفتوى : السر في إدماج إبراهيم مع محمد في الصلوات الإبراهيمية
نحن نذكر في صلاتنا عادة بعد التشهد هذا((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وعلى إبراهيم انك حميد مجيد, وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد))
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصلاة المذكورة جاءت مبينة لأمر الله بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرنا بطلب الله أن يصلي عليه كما صلى على إبراهيم وعلى آل ابراهيم، ولذلك ذكر في أغلب روايات الصلاة ما ذكر الله عن الملائكة أنهم قالوا في أهل بيت إبراهيم وهو قولهم: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ {هود: 73}. ففي الصحيحين عن كعب بن عجرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وقال البيهقي في الشعب: وذكر الحليمي في معنى هذا التشبيه أن الله عز وجل أخبر أن الملائكة قالت في بيت إبراهيم مخاطبة لسارة: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد. وقد علمنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم من أهل بيت إبراهيم وكذلك آله كلهم، فمعنى قولنا: اللهم صل أو بارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت أو باركت على إبراهيم وآل إبراهيم أي أجب دعاء ملائكتك الذين دعوا لآل إبراهيم فقالوا: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت وفي محمد وآل محمد كما أجبته في الموجودين كانوا يومئذ من أهل بيت إبراهيم.
ثم إن الصلاة على الأنبياء الآخرين وعلى الصحابة تجوز تبعا عند الجمهور، وجوزها بعضهم تبعا واستقلالا، ويرجحه حديث الصحيحين: اللهم صل على آل أبي أوفى. قال ابن القيم : المختار أن يصلى على الأنبياء والملائكة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وآله وذريته وأهل الطاعة على سبيل الإجمال. وراجع للتفصيل فتح الباري عند حديث كعب بن عجرة.